اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الرأي

حادثة الزبير حقيقة لن تموت

الخرطوم: نادو نيوز

نقاط الحروف

أشرف محمد السيد – جدة

طفحت إلى سطح الإعلام وبقوة قضية وحادثة الطائرة التي راح ضحيتها الزبير محمد صالح وبعض الذين قادهم القدر ان يكونوا في صحبته.
تناقضت التقارير عن هذه الحادثة وتناولتها كل جهة بصورة مختلفة تماماً سعياً وراء إظهار الحقيقة المجردة، أو إخفائها بتزييف وقائع كاذبة.
مصطفي عبادة من نقابة النقل النهري أحد الذين، وثقوا لهذه القضية بالمقال أدناه الذي نقلته بتصرف.
ابتلت العروق، وجري الدم، ورجع الشكل الحقيقي للمعتقلين الذين كانوا في بيوت الأشباح، وذلك بفضل المجهود الذي بذل من المعتقلين الذين لم يمروا ببيوت اشباح وجاءوا الي السجن مباشرة، خصوصاً مجموعة الاطباء وبقية المعتقلين، وذلك بتقديم الوجبات اللينة حتي لايحصل التهاب للمعدة، وحمامات الدي دي تي، والتخلص من القمل وبعض الامراض الجلديه من ضربات الشمس والبقع.
بقينا بعد ذلك نشارك في النقاش العام واستخلاص النتائج من انقلاب الموتمر الوطني، وكيف استفاد الكيزان من الجو العام لانجاح انقلابهم.
اولاً مذكرة الجيش المرفوعة من القيادة العامة لحكومة الصادق المهدي، وشرح الوضع العام للقوات المسلحة والحالة التي وصلت إليها، من نقص في التأهيل والسلاح والعتاد ووضحوا خطورة الموقف.
وكذلك الاستفادة من المحاولة الإنقلابية في العام ١٩٨٨م وآثارها في اوساط القوات المسلحة، والذي سوف اعود له بالتفصيل في نهاية التوثيق، واخيراً إرباك المشهد السياسي الخارجي، وخصوصاً المصري والذي كان اول المعترفين بالانقلاب، وهو اعتقال حسن الترابي وفي نفس الوقت إطلاق سراح الزبير محمد صالح وإعطائه منصب نائب رئيس جمهورية الانقلاب، لان الزبير كانت له ميول وأفكار القوميين العرب، وبهذا انخدع المصريون واعتبروا بان الانقلاب يلبي طموحاتهم ومصالحهم في السودان.
وهذا هو السبب المباشر ببداية الخلاف بعد ذلك بين حسن الترابي والزبير محمد صالح، والخلاف بقى علي اشده بعد ذلك.
نعم وجدنا في المعتقل أناس من مختلف المشارب والسحنات والحزبيين وغيرهم، وسأستشهد ببعض الأسماء التي يمكن الرجوع لها والاستوثاق منها لهذه الحقائق، وجدت دكتور مجدي إسحاق، ودكتور ضياء الدين محمد السيد، هؤلاء نموذج للأطباء، وجدت ايضاً سليمان صعيل، وبكري جبريل، وجلال مصطفى، ومحمود كميرة، وكمال عبد الكريم ميرغني، وعماد ادم.
وجدت العميد معاش نصار احمد المصطفي، وهو كان قائد المحاولة الانقلابية ١٩٨٨م الفاشلة، وايضاً وجدت المرحوم عقيد أمن عبد الغفار نميري، وهو عم جعفر نميري، وايضاً المرحوم الملازم محمد سليمان، وهو كان الحارس الشخصي لجعفر نميري.
واذكر انهم ادخلوا السلاح الي العاصمة كشحنة في داخل عربة تانكر.
كما اشاروا لنا بصورة خاصة الى الزبير محمد صالح كمعتقل، والذي اطلق سراحه بعد ان تم القبض علي الترابي بعملية اذهب انا للسجن حبيساً وانت للقصر رئيساً، وتلك الخدعة التي ابتلعها النظام المصري.
دارت الايام واطلق سراح الترابي، وبدأ الخلاف يشتد مابين الشيخ حسن والنائب الأول، خصوصاً عندما ذهب الزبير في رحلة الي مصر لتثبيت العلاقات بين النظامين، واثناء زيارته تحدث الترابي عن النظام المصري في خطبة معروفة ضد النظام المصري، فقطع الزبير زيارته لمصر وأتى القصر الجمهوري مباشرة من المطار مهاجماً شيخ حسن علي مرمى ومسمع من الحضور، وعرف الحضور بأن الزبير باتت ايامه معدودة في السلطة او الحياة.
جاء هذا التوثيق في خاطري استلهاماً من حلقة قناة الجزيرة، والتي كان عنوان الحلقة واسمها اكبر من المحتوي الذي ضُمن في الحلقة، وفي النهاية كانت كالفليم الهندي الذي لم نعرف منه من هو قاتل بطل الفيلم.
واهيب بكل الزملاءالذين عاصروا تلك الفترة من معتقلين او غيرهم ليدلوا بما يعرفون، وعلي أن انعش ذاكرة البعض كما انعشت ققناة الجزيرة ذاكرتي. 

ودمتم والعذر للذين وهم كثر، لم اذكر اسماءهم في هذا التوثيق.

انتهى التوثيق.

أعلاه مثال لما تناقلته واسائل الإعلام في خضم هذه الضجة،وما صاحب تلك الفترة في العام ١٩٩٨م أحداث ودلالات لا تخفى على المتابع الذكي الذي يعي تماماً أن التصفيات والاغتيالات التي اعترف بها البشير نفسه، تعتبر واحدة من انجع وسائل الدكتاتورية لازاحة العقبات من طريقها بالدماء والأرواح الغالية.
a_elsayid@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى