رثاه : صديق السيد البشير
siddigelbashir3@gmail.com
خمسون عاما وربما تزيد ، أنفقها صديق محمد أحمد (صديق الحلو) في دهاليز الثقافة والإعلام في السودان، مسيرة أثمرت المئات من المنجزات، من قصص وروايات ومقالات مبذولة على المنصات الرقمية والفضاءات المفتوحة،
عرفته قبل أكثر من ربع قرن من الزمان ،ثم زمالة فمحبة للوطن والثقافة والأنصارية والصحافة والفنون ، فنون القصة والرواية والمسرح والسينما، ربطتني به مهنة القرطاس والقلم منذ مطلع الألفية في صحيفة الدستور السودانية (متوقفة عن الصدور)، ثم تواصلت المسيرة النبيلة ، بتواصل حميم، عامر بالمحبة للقراءة والكتابة والتأملات في العناوين الجديدة ، شعرا ، قصا ، ورواية، ثم متابعات لفعاليات ثقافية داخل وخارج السودان.
تعرفت عبره عن قرب على كل الأصوات السودانية التي أهدت المكتبة الثقافية باقة منتقاة من المؤلفات في شتى صنوف المعرفة، وقبلها أهداني الرجل كل أعماله السردية، قصة أو رواية.
يصافحك بوجه صبوح غزاه شعر أبيض، بياض القلب والنوايا الصادقة تجاه الآخرين، يسعي في معالجة قصص المبتدئين من محبي عالم السرد عذبة ، عذوبة لغته التي تفيض رقة ومحبة للحق والخير والجمال ، جمال إبتسامة تتحدى الزمن والرحلة ، هكذا هو الذي يتسم بالهدوء والرزانة والتواضع وإنجاز أعمال إبداعية بفكر وجمال ومعرفة ، أعمال ربما منشورة في كل مكان في الصحف والمجلات والمنصات الرقمية داخل وخارج السودان.
بعد إندلاع شرارة القتال في العاصمة الخرطوم يمم وجهه شطر مدينة كوستي التي أحبها حبا جما ، ليشارك ضمن آخرين في تأسيس منظمة كوستي للثقافة والتنمية ثم رئيسا فخريا لها ورئيسا لتحرير مجلتها.
ساهم صديق الحلو مع آخرين في تحرير ملفات ثقافية لصحف ومجلات محفوظة في ذاكرة الثقافة السودانية ، إلى جانب مساهماته في تأسيس منتديات ثقافية وفنية وروابط أدبية كرابطة الأصدقاء الأدبية بكوستي ، هذا فضلا عن إثراء الساحة الثقافية بأعمال ومداخلات ومشاركات فعالة ومثمرة.
نهاية العام الماضي بدأت مشروع تكريم صديق الحلو عبر نقاشات عملية في تفاصيل المشروع ، من فيلم توثيقي وأوراق نقدية وغيرها ، طرحت المشروع على رئيس قطاع الثقافة بولاية النيل الأبيض الأستاذ أحمد آدم النعمان ، وافق الرجل لكن بإعفاء النعمان توقف مشروع التكريم.
كان يسابق الزمن من أجل إنجاز آخر رواياته التي ربما إنتهى من كتاباتها لتطبع لاحقا في جمهورية مصر العربية قريبا.
إنتقل صديق الحلو إلى الرفيق الأعلى ظهر امس الجمعة ليترك الحلو مذاقا في القصة والرواية والنقد والصحافة الثقافية.
رحم الله عبده صديق الحلو وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون .