نقاط الحروف
أشرف محمد السيد – جدة
بصحبة وقيادة فرقة بحث وإنقاذ سافر العميد المطري إلى تركيا قبل منتصف فبراير بقليل، سافروا وقلوبهم ملأى بالإصرار والعزيمة أن يقدموا لاخوتهم في الإنسانية مساعدة حقيقية بعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وفي منطقة (دِمانيه) بالتحديد التي تم توزيعهم إليها.
حملوا في قلوبهم الممتلئة بالحماس والشجاعة، اصراراً أن يتركوا وسط الركام والانقاض أثراً طيباً أعظم من إمكانياتهم وأدواتهم.
على الرغم من أنهم حملوا بين أغراضهم جهاز كشف عن الأحياء صُنع في السودان، وأثبت فعالية كبيرة في البحث وسط الركام، رغم ذلك كانت الظروف المُناخية المحيطة غاية في السؤ، خاصة البرد القارص الذي لم يعتادوه.
نقلت بعض وسائل الإعلام التركية اخبار هذه الفرقة التي تتكون من واحد وأربعون بطلاً، يمثلون الشعب السوداني بكل شرف وفخر، وتحدث الإعلام عن انجازاتهم في إنقاذ الأحياء أو انتشال الجثث.
صاحبهم هذا الإعلام أثناء عملهم وحتى لحظة مغادرتهم المطار في بث مباشر تحدث فيه قائدهم عن بعض تفاصيل المهمة بدراية وعلم.
شاهدنا بفرح تسجيل مقطع فيديو لهذه الفرقة أثناء مغادرتهم لتركيا، وكان المسافرون يصنعون لهم ممر باصطفافهم حولهم وهم يشكرون مشاركتهم بعدة لغات أعلاها التصفيق والتكبير والهتاف.
عندما شاهدت هذا المقطع لم يكن أمامي سوى بعض من بني وطني يسيرون في أرضية مطار باعتزاز وشموخ، كان المشهد وهم يسيرون بأحذيتهم الضخمة، وزيهم الموحد،يبعث على الاحترام والتقدير لعملهم الإنساني، وفي نهاية المقطع قابلتهم امرأة سودانية شدها المنظر وأثار حماسها فعبرت عن فخرها وفرحها بإطلاق زغاريد عالية تجاوبت معها الفرقة بالهتاف و (التبشر).
وكانت إحدى القنوات تتابع بروتوكول المغادرة وتستطلع قائد الفرقة عن تفاصيل مهام الإنقاذ التي أسفرت عن انقاذ بعض الأحياء بمساعدة جهاز البحث الذي يستطيع الكشف عن نبض لا تتجاوز نسبته عشرة في المائة، وهي نسبة ضعيفة للغاية.
هذه المشاركة وجب علينا وضعها على ميزان الإنصاف لهؤلاء الرجال بعيداً عن بعض التحليل السياسي الذي يعمل على تشويه كثير من الأحداث بضيق النظر وتقزيم الوعي العام، هؤلاء المشاركون يمثلون السودان وليس حكومة او حزب او جهة، تركوا بصمة مضيئة على صفحات التاريخ، وزكرى خالدة تتناقلها الأجيال.
قلما نجد وسط الفوضى السياسية التي تخنق البلاد أى مؤشرات تبعث على بث الفرح والأمل في النفوس سوى بعض الأخبار من مثل هذه المشاركات، نتداولها على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ونسلط عليها الضوء حتى لا تضيع وسط هذه المعمعة من صراعات السلطة، وحق لهؤلاء الاشاوس أن يجدوا منا التقدير والاحترام على ما بذلوه من جُهد، وما قدموه من عمل.
a_elsayid@yahoo.com
