اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الرأي

قرار فتح المدارس …وثبة في الظلام

من القلب

 كتب : حمد الطاهر

قوبل قرار رئيس المجلس السيادي القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان بخصوص فتح المدارس والجامعات في الولايات الآمنة  برفض كبير وهو ذات القرار الذي أعلنه رئيس مجلس الوزراء المكلف عثمان حسين، من مدينة بورتسودان العاصمة الجديدة القاضي بفتح المدارس في عدد من الولايات الآمنة التي لم تمتد إليها الحرب.
وقوبل هذا القرار برفض شديد من بعض مكونات الشعب السوداني خاصة فى هذا التوقيت والبلاد تشهد حرب مستعرة فى تسع ولايات من جملة ١٨ ولاية .
وكانت لجنة المعلمين السودانيين، أعلنت رفضها القاطع للقرار على الرغم من أنها مع مبدأ فتح المدارس، وعدم تعطيل الدراسة لأي سبب.

وبررت رفضها بأن فتح المدارس يواجه عقبات منها عدم صرف المرتبات ووجود عدد كبير من المدارس كدور إيواء للنازحين بالإضافة لعدم توفر معينات العملية التعليمية من إجلاس وكتاب الخ، ونزوح أعداد كبيرة من المعلمين والتلاميذ.

وهذه الحرب التي أشتعلت في السودان كإشتعال النار في الهشيم وتتمدد ألسنتها يوما بعد يوم إلى الولايات المختلفة أفرزت واقع بالغ السوء ولم تعد هنالك ولاية سالمة  من الحرب وحتى الولايات التي لم تصلها الحرب تأثرت بها وذلك لوجود آلاف النازحين الفارين من الحرب .

وفي إعتقادي هذا الوضع المتأزم في كثير من الولايات يؤكد إستحالة تنفيذ قرار فتح المدارس والجامعات لأن معظم سكان الولايات التي دار فيها رحى الحرب الآن نزحوا إلى تلك الولايات وإتخذوا من المدارس الجامعات مأوى لهم .
وإذا أخذنا ولاية النيل الأبيض كعينة عشوائية نجد فى مدينة كوستي وحدها أكثر من 90 مركز إيواء فى مدارس تأوي عشرات الآلاف من النازحين القادمين من الخرطوم والمدن الأخرى حسب ناشطون في العمل الطوعي ،وهنالك تساؤلات منطقة (في حال تنفيذ القرار ) ؟إين يذهب هؤلاء النازحين فى تلك الظروف القاهرة التي يعيشونها ؟.
وإن جاز لنا هنا طرح أسئلة عزيزي القارئ .
هل هنالك من يري أن فتح المدراس في هذا التوقيت مناسب؟
إذا فرضنا بأن الوقت مناسب لفتحها هل المدراس الآن مهيئة لإستقبال الطلاب
علما بأن معظم المدارس الآن يقطعها آلاف الوافدين
و هل تستطيع الحكومة إخراجهم منها وتركهم في العراء .
وإذا فعلت ذلك هل فى مقدرتها تهيئة المدارس من ترميم وطلاء وإجلاس وكتاب مدرسي وغيرها من المستلزمات .
وإذا إستطاعت ذلك هل سيوافق المعلمين علي الذهاب إلى المدارس وهم منذ ٦ شهور لم يصرفوا رواتبهم وهل تستطيع الحكومة أن تلتزم للمعلمين بسداد رواتبهم ونثرياتهم .
وهل فى إستطاعت أولياء الأمور توفيق وأضاع أبنائهم فى هذه الظروف الإقتصادية الطاحنة وهنالك بعض الأسر لا تستطيع توفير وجبتين في اليوم ناهيك عن شراء زي مدرسي وكرسات وأقلام وحقائب مدرسية إذا فرضنا توفر الكتاب المدرسي.
وماهو مصير الطلاب النازحين هل سيتم حرمانهم من الدراسة أم في إستطاعت الحكومة إنشاء مدارس جديدة تستوعب عشرات الآلاف من الطلاب النازحين ؟

إعتقد ان هذا القرار في هذا الوقت وثبة في الظلام ولا يتسند لأي دراسة موضوعية وربما يخلف أوضاع مأساوية جديدة نتيجة إلى عدم إمكانية إيجاد بدائل لإيواء النازحين ولصعوبة تشييد معسكرات بسبب عدم توفر التمويل المناسب لها وصعوبة إيجاد أماكن تتوفر فيها الخدمات من مياه وكهرباء وصحة بجانب استحالة إنشاء مدارس لإستيعاب الطلاب النازحين .
كل الدلائل على أرض الواقع تؤكد بأن قرار فتح المدارس غير ممكن، ولا يمكن أن يتم تطبيقه على أرض الواقع فى الوضع الراهن .
الآن كل الولايات التي يعتقد أنها آمنة تعاني من أوضاع معيشية صعبة وكثافة سكانية عالية بسبب النزوح بجانب إنتشار نواقل الأمراض وإنتشار الأوبئة كحمى الضنك فى بعض الولايات .

سنواصل

Hamedeltaher@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى