اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الرأي

كوبر يخنقها دخان النفاق

الخرطوم: نادو نيوز

نقاط الحروف

أشرف محمد السيد – جدة

بالأمس علت في كوبر بعض الهتافات الكيزانية التي لا تتجاوز أطراف اللسان، والتي البسوها قسراً ثوب الدين حتى تبلغ بهم عنان أحلامهم، بالأمس عاد الهتاف ضد (خيبر يهود) وتهديدهم بأن جيش محمد سوف يعود، واعجب جداً من (اليهود) الذي (يلعلع) هؤلاء الفلول بتهديدهم ؟ هل يقصدون تلك الجماعات المسلحة التي تتخذ من قلب العاصمة المتسخة مقراً ومستقراً؟ ام هي عدو وهمي لا وجود له؟ ام هم اليهود الذين سعى البرهان للتطبيع معهم في وضح النهار؟

واين هذا الجيش الذي يتنبأون بعودته؟ هل هو جيشنا الذي حقنوا أوردته وشرايبنه بمصل الفساد والتشرزم، وملأوا جوفه جهلاً وخبالاً بعقيدة كيزانية فاسدة؟

ام هو جيش (الإيمان) الذي افرغوه من محتواه وجعلوه مطية لمركب أحلامهم المعطوب؟ ام هي مجرد هتافات موزونة على شاكلة (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)؟ وهل توجد سلطة على وجه البسيطة قتلوا وحرقوا من أجلها مثلما فعلوا في بلدنا المنكوب؟

عادت هتافات الضلال تشرخ الآذان بضجيج كريه لا يتجاوز حناجرهم، ولكنه يعكس ما يعتلج في نفوسهم وضمائرهم المتعلقة بحب السلطة وزهو الجاه.

دون حياء يتصايحون ويمجدون رئيسهم الذي خلعه الشباب الذين تجرعوا المرارات وقاسوا الويلات في عهده المشؤوم، ذلك المخلوع الذي ظفر بلقب المحكوم عليه بتهمة الاتجار بالعملة الصعبة في بلد غرس انياب اطماعه واظافر جشعه في خاصرته حتى تركه جثة هامدة.

يهتفون باسمه وهم يتجاهلون (عمداً) او يتعمدون (جهلاً) أنه أس البلاء وسبب المصائب التي يرزح تحت وطأتها بلدنا المنكوب.

قسموا الوطن وقطعوه إلى أشلاء من أجل السلطة والجاه، حرقوا القرى بساكنيها من أجل حماية حكمهم، فعلوا ما لم يفعله (اليهود) من أجل فرد سطوتهم وجبروتهم، غرسوا معاول فسادهم عميقاً في كل مفاصل الدولة حتى (يتغذى) زعيمهم ويرتوي ثم عادوا دون خجل يتنادوا بعودة حكمهم.

كان هذا المخلوع يمن على شعبه أنه عرفهم بالنقانق (الهوت دوغ) التي عُرفت في ألمانيا منذ العام ١٨٥٢م،ويمن علينا ببضع كيلومترات من طرق مهترئة لعبوا في مواصفاتها وتركها اول خريف أثر بعد عين، والعالم من حولنا تمتد فيه الطرق الحديثة الواسعة والمتعددة المسارات بلا انتهاء، يمن علينا ببضع جامعات يتشرد خريجيها كل عام، ويمارس بعضهم غسيل السيارات الفارهة التي يقودها جهلائنا من حُر مالنا وخزينة دولتنا، ويتهاوي تقييمها وسط جامعات العالم.

أعجب من أصحاب الهتافات الذين يُختصر دورهم في ترديد الشعارات والتكبير والتهليل، كيف لهم أن يرفعوا عقيرتهم وهم يعلمون يقيناً أنهم يُخادعون أنفسهم قبل أن يخادعوا غيرهم، كيف لهم أن يستمرأوا هذه اللعبة القديمة وقد تكشف عوارها، وأنكشفت عوراتها.

يجب الاحتفال بمن يقدمون للوطن المُهج والأرواح فداء له وليس لمن ينهبونه ويبيعون ثرواته جهاراً، يجب الاحتفال بمن يضع الوطن نصب عينيه، ويسعى جاهداً لرفاهيته وسلامته.

a_elsayid@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى