البرهان يزور القاهرة سرا ويبحث مع السيسي جهود “الرباعية” لإنهاء الحرب في السودان
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية بالعاصمة المصرية يوم الثلاثاء، خلال زيارة غير معلنة قام بها البرهان إلى القاهرة بحث الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف القتال في السودان.
و تناول اللقاء الثنائيالعلاقات الثنائية بين السودان ومصر، وسبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة تطورات الوضع الداخلي في السودان، لا سيما في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
كما بحث الجانبان الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف القتال، وأكدا على أهمية الدور الذي تضطلع به الآلية الرباعية في دعم مسار التسوية السياسية، معربين عن تطلعهما إلى أن يسفر الاجتماع المرتقب للآلية في واشنطن عن نتائج عملية تسهم في وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار.
وفي سياق متصل بالتحركات السياسية والدبلوماسية الرامية إلى احتواء الأزمة السودانية، عقد مجلس الأمن والدفاع في السودان اجتماعًا برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، وذلك لمراجعة المستجدات الأمنية في البلاد. الاجتماع الذي انعقد في توقيت بالغ الحساسية، استعرض تقريرًا مفصلًا حول الوضع الأمني العام، متضمنًا تقييمًا للجهود التي تبذلها القوات المسلحة والقوات المساندة لها في سبيل استعادة الاستقرار وفرض الأمن في المناطق المتأثرة بالنزاع المسلح.
وقد عبّر المجلس عن ارتياحه للتقدم المحرز في إعادة الخدمات الأساسية إلى عدد من المناطق التي شهدت اضطرابات خلال الأشهر الماضية، مؤكدًا أن الأوضاع الأمنية بدأت تشهد تحسنًا ملموسًا انعكس على حياة المواطنين.
ومن المقرر أن تستضيف العاصمة الأميركية واشنطن في الرابع والعشرين من أكتوبر 2025 اجتماعات الآلية الرباعية المعنية بملف السودان، والتي تضم الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية. وتُعقد هذه الاجتماعات في ظل تصاعد التوترات الميدانية، بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة ووقف دائم لإطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بما يفتح الطريق أمام إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة في أعقاب اللقاء الذي جمع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي يُنظر إليه كجزء من جهود تنسيق المواقف بين دول الرباعية قبيل الاجتماع الحاسم في واشنطن. اللقاء حمل دلالات سياسية مهمة، خاصة في ظل تعثر المسارات التفاوضية السابقة، ويعكس رغبة الأطراف الإقليمية في الدفع نحو تسوية تضع حدًا للحرب المستمرة منذ أبريل 2023، والتي خلفت أزمة إنسانية غير مسبوقة داخل السودان.
