
مقرر لجنة وساطة إتفاق جوبا وزير الإستثمار بحكومة جنوب السودان د.ضيو مطوك ل” نادو نيوز ”
الجنرال ” حميدتي ” زار معظم الدول ولكنه لم يزور جنوب السودان
سحب ملف السودان من جوبا وتسليمه إلى كينيا حسادة
أمام البرهان وحميدتي فرصة لتحقيق السلام الآن
المبادرة الأمريكية السعودية للتفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صممت خطأ
هنالك جهات تريد استمرار الحرب في السودان
دولة جنوب السودان ليست لديها أجندات في السودان
حكومة جوبا جاهزة لأي مساعدة لإيقاف الحرب في السودان
تشكيل حكومة موازية في السودان يعمق عدم الثقة
التطورات في السودان مزعجة ولا نري حل قريب
الحسم العسكري غير واقع والداعمين لايسمحوا بالهزيمة
الدكتور ضيو مطوك ديينق وول هو ابن السلطان الراحل مطوك ديينق احد سلاطين دينكا ملوال من شمال بحر الغزال ،مقرر لجنة وساطة جنوب السودان لمفاوضات السلام السودانية وعضو فريق خبراء فض النزاعات في الايقاد، سياسي محنك ومفاوض من الطراز الأول، عرفته طاولات التفاوض ، حيث شارك في مفاوضات السلام في كينيا التي أفضت إلى توقيع إتفاقية السلام الشامل ٢٠٠٥، ومفاوضات سلام جنوب السودان في اديس أبابا ٢٠١٤ ومفاوضات السلام المنشطة لسلام جنوب السودان في الخرطوم ، وقد نال ذلك بحكم تجاربه التراكمية الكبيرة في مجال تخصصه الأكاديمي والمجتمعي.
وفي خضم الأحداث المتصاعدة في السودان باعتباره فاعل في ملف السودان جلست معه صحيفة ” نادو نيوز الإلكترونية ” في حوار لاتنقصه الصراح لتقلب معه ملف سلام السودان وبعض القضايا الشائكة بين البلدين إلى مضابط الحوار .
حاوره : حمد الطاهر
باعتبارك فاعل في ملف السلام السوداني كيف تنظر إلى الوضع الراهن في السودان؟
كانت هنالك مبادرات من عدد من المراكز وكذلك الإيقاد كانت لديها مبادرة ولكن للأسف الشديد لم تستطيع التحرك ربما بسبب التناقضات الموجودة في الإقليم، والتأثيرات الخارجية على الإقليم، والسودان نفسه كان له رأي في بعض الشخصيات والرؤساء في الإقليم، ولكن المبادرة التي كانت أقرب للنجاح هي المبادرة السعودية الأمريكية ولكن تصميمها كان خطأ .

ماهو الخطأ في تصميم المبادرة السعودية كماذكرت ؟
المبادرة بدأت بالهدنة للأغراض الإنسانية ، ولم ينجح منها سوا إجلاء رعاية الدول الغربية ،واعتقد هذا كان الهدف نفسه من المبادرة ،ولم نري فيها الجدية التي تدل على إيقاف الحرب في السودان، لأن إذا أردت تنفيذ الأغراض الإنسانية من السهل جدا أن تقوم بوقف إطلاق النار وبعدها يمكن أن يكون الملف الإنساني جزء منه ولكن في الأول يجب إيقاف الحرب ولكن لم يكن هناك إتجاه لإيقاف الحرب ،وكان كل الإهتمام هو تنفيذ الأغراض الإنسانية وهذا خطأ القائمين على المبادرة.
لا نعلم الرسالة منه ولكنه عمل لا يصب في إطار معالجة قضية الحرب في السودان.
بداية المفاوضات كانت هنالك إتفاقات وهدن تمت ؟
بعد فترة كانت هنالك توقيع إتفاق على العمل الإنساني، والطرفين كان مقرر لهم العودة لجدة للتحاور وإكمال الملف ولكن الطرفين لم يواصلوا ولم يعودوا لجدة بدواعي غير مفهومة ولكن بعد فترة ذهبوا لسوسرا لأجل التفاوض وشهدت الجلسة مشاكل ولم يستطيعوا أن ينجحوا.
في رأيك ماهو السبب في عدم نجاح المبادرات؟
لما تنظر في الأفق لم تجد مبادرة قوية يمكن أن تؤدي إلى الحل في فترة قريبة ، نحن شاهدنا تطورات مزعجة جدا وظللنا نكتب عنها وهي قيام حكومة موازية وهذا الإتجاه ذهب إليه جنوب السودان في عهد الراحل الدكتور جون قرنق وكانت لديه حكومة موازية في المناطق المحررة ، ونحن نري أمر قيام حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع والحركة الشعبية، وهذا يعمق عدم الثقة ويخلق إنقسام ليس بين الأطراف المتحاربة بل بين المجتمعات، وذلك بالشعور للإنتماء إلى نظام محدد أو رقعة جغرافية محددة وبالتالي سيكون له تأثير علي عملية السلام والسودان كدولة موحدة .
بماذا تصف هذه التطورات التي تجري الآن في السودان وماهو الحل ؟
التطورات في السودان تطورات مزعجة ونحن كفاعلين في ملف السلام وكخبراء لا نري هناك حل قريب لأن الآن ليس هنالك مبادرة تجمع الطرفين للجلوس للحل .
هل تتوقع أن يؤدي تشكيل الحكومة الموازية إلى انفصال السودان؟
لسيت تشكيل الحكومة الموازية الذي يخلق الإنفصال وإنما الشعور بالغبن والتعمق في النزاع هو الذي يخلق الإنفصال، بالإضافة لمعادلات أخرى يفرضها الواقع ونحن نعتقد أن الحل الأفضل لقيادات السودان الوصول إلى سلام الآن.
ولانريد للإتجاه الموازي أن يستمر لأن بعد فترة فكرة أن يأت الناس سوا ستجد مقاومة ليس من قبل القيادات وإنما من الجماهير وهذا الإتجاه الذي سار فيه جنوب السودان ، رغم أن قيادة جنوب السودان كانت داعية للوحدة ومن بينهم دكتور جون قرنق ومعظم القيادات كانوا وحدويين، ولكن لما طرح ملف تقرير المصير بالإضافة للمعاناة التي تعرض لها شعب جنوب السودان في الفترة السابقة صوتوا للإنفصال وهذا ربما يحدث في السودان .
وأنا شخصا كتبت مقالات في الصحف السودانية الورقية والإلكترونية والصحف العربية حتي قبل الحرب بأن هنالك حرب قادمة إذا لم يلتفتوا لها ستحدث مشاكل .

ماهي المؤشرات التي كانت تدل علي ذلك ؟
كانت هنالك بؤر للإنقسام وكانت هنالك مفاهيم تتحدث عن أن دارفور كانت دولة حتي عام ١٩١٦م وهذا حديث كثير من المحللين السياسية وأبناء دارفور، وهذا ينم عن الشعور بالغبن والظلم ونتمني من القيادة السياسية الموجودة في السودان الآن الإلتفات لهذا الأمر .
أنا دعيت للاجتماع التأسيسي لقوى الحرية والتغيير والقوات المسلحة السودانية لتشكيل الحكومة وكان إجتماع مهم بالقصر الجمهوري وتمت دعوتنا نحن حكومة جنوب السودان لأننا كنا وسطاء بحضور لفيف من القيادات السودانية بينهم الراحل الإمام الصادق المهدي ،واتيحت لي فرصة للتحدث وجهت رسالة للرئيس عبد الفتاح البرهان بأن التأريخ سيذكرك ب” الكويس أو البطال” والرئيس السابق عمر البشير بعد ٣٠ عام خرج بإرادة شعبية لذلك حاول إنجاز هذه الإرادة ودع التأريخ يتحدث عنك بالخير وكان ذلك بحضور الجنرال محمد حمدان دقلو ” حميدتي ” وهم كانوا حلفاء والآن هناك فرصة أمام الرئيس عبد الفتاح البرهان والجنرال محمد حمدان دقلو ” حميدتي” بأن يرجعوا السودان إلى مساره الصحيح ويتفقوا ويكون هنالك سلام .
وأن فهم انتظار الآخرين أو من الخارج أن يأتوا بسلام هذا غير واقع لأن الآخرين لهم أجندات والآن أمام ” البرهان وحميدتي” فرصة لتوقيع سلام وتوحيد بلادهم وحلحلة القضايا .
نحن “واطين الجمر” و نتقاسم مع السودان الفرح والكره
ماهو دور دولة جنوب السودان لإسكات صوت البندقية في السودان باعتبارها فعال أساسي في ملف سلام السودان ؟
الشعب في جنوب السودان لديه إنتماء للسودان بفهم إننا كنا سوا ودولة واحدة رغم المرارات ولكن السوداني هو سوداني و”الحب موجود ” ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميار ديت قام بمبادرة مع الإيقاد كلف بهذا الملف ولكن لم يستمر لأسبوعين بذلك وأنتزع الملف من جنوب السودان وسلم إلى كينيا ومن هناك لم يتحرك واعتقد أن هذا ” حسادة ” لأن الناس على علم بأن جنوب السودان يستطيع إيقاف الحرب في السودان والناس لايريدون بأن الملف يتحرك وهنالك تأثيرات قوية بأن لا تكون دولة جنوب السودان جزء من الملف وتم إستبعادنا في منابر كثيرة وحتي المبعوثيين الدوليين الذين يزورون المنطقة وكل الدول الأفريقية إلا دولة جنوب السودان رغم انهم يعلمون إننا ” واطين الجمر” ونحن نتقاسم مع السودان الفرح والكره.

هل دولة جنوب السودان تاثرت من الحرب في السودان؟
جنوب السودان متأثر تأثير كبير وهو الآن مستضيف أكثر عدد من اللاجئين السودانيين بالإضافة لتدهور إقتصادنا لأننا كنا نصدر البترول عبر السودان والآن توقف لمدة ١٤ شهر كذلك توقف تجارة الحدود ونحن تأتينا المحاصيل من السودان ولدينا مابين ٥ إلى ٦ ولايات تعتمد علي السودان ومعظم البضائع كانت تأتي عبر ميناء بورتسودان لذلك دولة جنوب السودان متأثرة جدا لذلك كان الرئيس سلفاكير تدخل لإيقاف الحرب في السودان ولكن التأثيرات الخارجية حاولة استبعاد جنوب السودان من الملف ولم نستطيع التحرك و المدنيين انقسموا جزء مع القوات المسلحة وجزء مع الدعم السريع، واستطاعوا أن يدفعوا الطرفين للحرب وكان فهمنا في حل قضية الحرب في السودان هو توحيد المدنيين وتبصيرهم بالخطر الذين يحدق بالسودان وبعدها كلنا نتحرك سوا نحو العسكريين الذين يتحاربون في الميدان وكان هذه الخطة ستنجح ولكن التأثيرات الخارجية جعلت الملف لا يتحرك .
جهات خارجية لاتريد جنوب السودان في ملف السودان لأنها تريد أن تستمر الحرب
هل تري هناك مؤامرة في سحب الملف من دولة جنوب السودان وتسليمه إلى دولة كينيا خاصة وأن الحكومة في السودان الآن تناصب دولة كينيا العداء ؟
التأثرات الخارجية هي لاتريد جنوب السودان في ملف السودان لأنها تريد أن تستمر الحرب والتدخلات للأغراض الإنسانية ووصول المساعدات وهذا التكتيك رأيناه في كثير من الدول ومن كبار اللاعبين حتي يصلوا إلى ما يريدون والناس يعلمون أن دولة جنوب السودان ليست لديها أجندة في السودان وهدفها إستقرار السودان ولكن الآخرين لديهم أجندات ويريدون تمرير اجندتهم.

هل أبدى جنوب السودان رأيه تسليم الملف باعتباره ملم بتفاصيل جذور الأزمة السودان ؟
كنا نريد وحدة الإقليم ولانريد إنقسام في الإيقاد لذلك حاول الرئيس سلفاكير الانسحاب من الملف وتسليمه إلى دولة كينيا وابدينا رغبتنا في التعاون في أي مستوى في الإقليم .
والايقاد الآن ترأسها جيبوتي ويفترض أنها تحرك القضايا والملفات وحتي أن كان الملف بطرف كينيا فإن المظلة الكبيرة هي الإيقاد وفيها منبر الرؤساء ومنبر وزراء الخارجية الأمين العام وجيبوتي الآن لديها فرصة لتحريك الملف .
ألا تري أن كثير من الدول والجهات تغض الطرف عن قضية الحرب في السودان وكأنها تريد المنتصر لتصفق إليه ؟
تأثير السودان في القضايا الدولية مقارنة بتأثير أوكرانيا مع الإتحاد السوفيتي وتأثير منطقة الشرق الأوسط إيران وإسرائيل مقارنة مع السودان ضعيف جدا
وهذا الخطر الذي يواجه الحرب الآن في السودان لأن حرب السودان منسية خاصة بعد إندلاع الحرب في الشرق الأوسط لأن الشرق الأوسط هو المركز العالمي لكثير من الأشياء، الاقتصاد والسياسية بالنسبة لوجود إسرائيل في المنطقة، والمشكلة التي تواجه السودان هنالك تحول في المنطقة ، وحتي المساعدات الإنسانية لم تصل إلى السودان لأن هنالك حرب في مواقع حساسة جدا .
لذلك يجب على السودانيين الذين يتحاربون الآن قراءة الوضع ومعرفة أين المشكلة هل هي السلطة إذا كانت المشكلة السلطة أو المشاركة فهي حاجة مؤقتة ولفترة معينة ولكن السودان كدولة باقي للأجيال، وجنوب السودان جاهز للمساهمة في حل قضية السودان.
وقصة الحسم العسكري غير واقعية والقضية بنتهي بالسلام وجنوب السودان جاهز لو طرفي الصراع طلبوا المساعدة في حل النزاع والوصول إلى سلام ولكن الآن لا نرى ارادة دولية أو إقليمية لايقاف الحرب الدائرة الآن في السودان .
هل لجنوب السودان أو تنسيق مع جهات أو دول أخرى أو ضمن مبادرة لتقريب وجهات النظر بين طرفي الحرب في السودان؟
كانت هنالك مشاكل في تشكيل حكومة رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس وجه إعلامية وجهت لي سؤال حول إتفاق سلام جوبا وأن محمد بشير ابو نمو قال ان بعض أطراف سلام جوبا ليست لديهم حق في التشكيل الوزاري واخبرتها بأن هذا الحديث غير صحيح وأن سلام جوبا يمنح كل الأطراف الحق ،رغم إختلاف أحجام الأطراف ويكون التمثيل في مستويات الحكم المختلفة .
السودان ظل متماسك رغم الحرب ولولا الحرب لأحدث إتفاق جوبا طفرة كبيرة في السودان
هل لا زالت إتفاقية جوبا فاعلة رغم إنقسام أطراف الإتفاقية بين طرفي الحرب ؟
إتفاق سلام جوبا فاعل جدا وملف دارفور ظل لفترة لم يستطيع الاتحاد الأفريقي والإيقاد والأمم المتحدة حسمه ولكن جنوب السودان استطاع تحقيق سلام دارفور لأن نحن نعلم جذور المشكلة ، والسودان ظل متماسك رغم الحرب ولولا الحرب في السودان لأحدث إتفاق جوبا طفرة كبيرة جدا وإتفاقية جوبا إتفاقية متكاملة إستطاعت مخاطبة مشاكل الإقتصاد والسلطة والتوزيع العادل للسلطة .
ولكن أطراف الإتفاقية الآن يتقاتلون جزء منهم يقاتل مع الدعم السريع والجزء الآخر يقاتل مع القوات المسلحة؟
المجتمع في السودان منقسم ويوجد إنقسام إثني وهذه الحقيقة رضيناها أم رفضناها وفي أطراف دعمت حميدتي من ناحية قبيلية وجهوية و بتأثير من قبائلهم وتوجد أطراف تحفظت لمواقف قديمة منذ زمن حكومة الإنقاذ كانت تري أن حميدتي جنجويد و ارتكب مجازر وهذا السبب الذي جاء بالانقسامات وليست الاتفاق نفسه.
هل لديكم اتصالات مع الطرفين لأجل قناعهم بالتخلي عن الحرب ؟
ليست لدينا إتصالات لأن الملف ليست بأيدينا ولكن نحن جزء من الإيقاد بعد سلمنا الملف إلى كينيا قلنا أن الملف تتم إدارته من قبل الإيقاد ولكن لو طلبوا منا نحن كدولة جنوب السودان لتقديم أي مساعدة نحن جاهزون.
كما ذكرت أن ضخ البترول متوقف لمدة ١٤ شهرا هل هنالك ترتيبات لإستئناف ضحة مجددا؟
تم إستئناف تصدير البترول عبر السودان منذ شهر والعطل الذي حدث لخط الأنابيب واستطاع المهندسين تداركه، والآن هو في حالة إنسياب إلى بورتسودان ونتمني أن لا يحدث ماحدث في الفترة الماضية لأن هذا ثروة قومية والمنشأة تتبع للبلدين والذين يقدرون الشعوب يجب عليهم تقدير هذه المنشأة، وعدم تدميرها لأن هذا النهج متخلف ولا يصب في صالح البلاد ونتمني من الطرفين ان يتعاونوا لأن البترول ملك لدولة أخرى ليست لديها دخل في الصراع الذي يحدث وهي ليست لها ضلع فيه حتي يقول أحد الأطراف ان هذا يتبع لجنوب السودان وأنا لا أرغب فيه ولكن اري أن الطرفين ” الحكومة والدعم السريع “متفهمين هذا الأمر.
هناك حديث يقول لاستمرارية إنسياب البترول يجب أن يكون هنالك إتفاق رباعي بين حكومة جنوب السودان وحكومة السودان والدعم السريع والشركات؟
هذا لايحدث لأن الأمر محكوم باتفاقيات قديمة والسودان كدولة ملزمة بالاتفاقيات التي وقعتها ،وكذلك الدعم السريع ملزم بالإتفاق .
يقولون أن الغرض من الإتفاق حماية المهندسين في مناطق الإنتاج؟
الطرفين ملزمين بحماية المهندسين والمواقع التي يسيطر عليها الدعم السريع ملزم بحماية المهندسين وكذلك للمواقع التي تقع تحت سيطرة الجيش يقوم بحماية المهندسين.
ذكرت في مطلع حديثك بأن هنالك حب بين شعبي السودان وجنوب السودان ولكن علي غرار ماحدث مؤخرا من أحداث في السودان وجنوب السودان ومعسكر اللاجئين في أوغندا كأنما هنالك جهات تريد أن تألب الأوضاع بين الشعبين ماهي رسالتك لهم ؟
الذي حدث في ود مدني وتكرر في جنوب السودان كردة فعل هذا خطأ وهنالك جهات في مدني اتهمت بهذا الموضوع بأنها قامت بهذا الموضوع لإثارة الكراهية والغضب بين الشعبين حتي تحدث مشاكل ولكن يجب علي الشعب أن لا يسير في هذا الإتجاه لأن الذي فر من الحرب في السودان وجاء إلى الجنوب لو كان موجود في السودان لحدث له ذات الأمر ولكنه فر ويجب أن لا يتم الانتقام منه وهذا خطأ كبير وحكومة جنوب السودان لم تقبل بهذا الإتجاه وكان موقفها واضح من هذه الأحداث حيث قامت بحماية المواطنين السودانيين وكثير من الشباب الجنوبيين تفهموا هذا الإتجاه ونحن لانريد اي صدام بين الشعبين ولابد من أن تكون هنالك سلطة قانون ومعالجة كل القضايا عبر القنوات الرسمية وكانت دولة جنوب السودان استدعت السفير وأبلغت “un” بهذا الأمر.
إذا كان هناك نصح نريد أن تقدمه للطرفين في السودان ماذا تقول ؟
نقول لهم السلام الآن وفهم أن يكونوا هنالك حسم عسكري هذا غير واقع لأن الحرب الآن أصبحت لديها إمتدادات خارجية وكل طرف في السودان لديه جهات تسانده وتدعمه ولاتسمح بهزيمته لذلك الهزيمة العسكرية غير موجودة و لذلك لابد من القبول بالحوار وأنا أعلم بأن هنالك أناس لايريدون سماع هذا الحديث لأن لما نقول يجب أن يأتي الناس إلى الحوار هناك من يتهمك بالإنحياز لأحد الطرفين.
ووصلت العدواية بين طرفي الحرب في السودان إلى أن أطراف الدعم السريع لم تقابل أطراف الجيش ومن يذهب الي الفندق الذي فيه أي من طرف الآخر يتهم بالخيانة ولم يتسالموا وهذا لم نراه أثناء حرب الحركة الشعبية مع الحكومة السودانية كانوا يتحاربون في الميدان ولكن لما يتقابلون في الفنادق يتسالمون يسألون بعضهم عن أولادهم ولم نري ماحدث من ذبح وفتح للبطون كما حدث الآن. يجب على القيادة الموجودة في السودان بأن لاتسمح لهذا الإتجاه، وأن يعودوا الحوار لأنهم سودانيين لأن الشعب السوداني الآن في مصر وأوغندا وجنوب السودان أوضاعهم سيئة جدا لذلك لابد من الجلوس لمعالجة المشكلة ” بالنسبة لبرهان وحمديتي لم يفضل لهم زمن حتي يتقاتلوا” يجب عليهم الجلوس لمعالجة الأمر لأجل الأجيال القادمة ولازم يفهموا أن المجتمع الدولي لم يأتي ليقول لهم تعالوا للحوار لذلك لابد أن يبادروا هم ويجلس للتفاوض لحسم قضية الحرب في السودان ويكون الحل “سوداني سوداني “، ونحن في جنوب السودان جاهزون متي طلب منا .
هناك إتهام من حكومة السودان لدولة جنوب السودان بأنها تدعم قوات الدعم السريع دعم مباشر ؟
هذه التصريحات تثبت بأن جنوب السودان محايد لأننا نجد هجوم من طرفي الصراع وهذه الاتهامات يقولها الدعم السريع والجنرال محمد حمدان دقلو زار معظم الدول ولكنه لم يزور جنوب السودان لانه يفتكر انه إذا جاء جنوب السودان سيتم قتله وهو يثق في كينيا وأوغندا أكثر من جنوب السودان الذي كان في فترة من الفترات دولة يحبها شديد وحتي القيادات المرموقة من الدعم السريع لم تاتي إلى دولة الجنوب لذلك هذه الاتهامات تضعنا في موقف محايد بأننا لا نقف مع الجيش السوداني أو الدعم السريع ولكن نحن اتجاهها مع السودان ونريد الحرب أن تقف وسيأتي وقت يعلمون فيه أن جنوب السودان محايدة وليست له مصالحة في الحرب في السودان.
هناك جزء من أبناء جنوب السودان مشاركين في الحرب في السودان؟
الذين شاركوا في الحرب من أبناء جنوب السودان كانوا موجودين أصلا في السودان وكل منهم إختار الجهة التي يريدها حسب إختياره منهم من وقف مع الجيش ومنهم من وقف مع الدعم السريع وهذه الإختيارات فردية ولا تمثل دولة جنوب السودان وليست لها دخل فيه والدولة لم تدعم أي طرف من الأطراف في السودان.
السودان بلد قوي ومهم في أفريقيانتمنى عودته إلى مكانه الطبيعي
رسالة اخيرة ؟
نتمني أن يعم السلام في السودان لأن السودان بلد قوي ومهم في أفريقيا واستطاع مساعدة كثير من البلدان الأفريقية الناشئة وساهم في تحقيق ديمقراطيات فيها ونريد أن يعود السودان إلى مكانه الطبيعي كرائد في أفريقيا وله قدرة علي سماع مشاكل الآخرين.