اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الرأي

السوداني.. غلوتية وسر محير

الخرطوم: نادو نيوز

نقاط الحروف

أشرف محمد السيد – جدة

السوداني اكثر شعوب الأرض (حديثا) عن السياسة والفن والكرة والاقتصاد وكل علوم الدنيا، وأكثرهم تحليلاً وتعليقاً على كل أحداثه، يصادفك ميكانيكي في المنطقة الصناعية يعرف عن آثار ثقب طبقة الأوزون ما لا يعرفه المشاهير في بعض بلدان الدنيا، ربما تتجاذب أطراف الحديث مع جارك في مقعد الطائرة المتجهة إلى نيويورك، او مقعد الحافلة التي تشق الحفر إلى الكلاكلات، وتجدهما بنفس درجة العلم و الثقافة والمعرفة، ربما تصادف عجوزاً جالساً على أطراف حواشته يراقب الزرع ويحدثك بلغة انجليزية سليمة لا يجيدها خريجي اغلب (المباني) الجامعية التي امتدت سهلاً وربوعاً وبقاع، وانتشرت كماً وليس كيفاً، ستُقابل في شوارع العاصمة القذرة فقيراً رث الثياب يمشي حافياً منسدل الشعر، ويناقشك عن حرب روسيا مع أوكرانيا بتحليل أقرب إلى الواقع والحقيقة من أكثر قنوات العالم تطورا وانتشارا.

ليس محاباة لهذا الشعب العظيم ولكنها قسوة الحياة والواقع في ارضنا السمراء التي ترمي بدررها الثمينة في قاع المدينة، و يطفو على سطحها الزبد والرغوة من البشر.

نحن يا سادتي اكثر اهل الأرض (تنظيراً) و نعيقاً واقلهم عملاً وإنجازاً وتقدماً، اذا وضعنا بحياد تام واقعنا الراهن بكل أشكاله السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية وغيرها سنجد أنفسنا نتزيل القائمة ونتربع على مؤخرتها بجدارة، انه السر العجيب المخبؤ في بقعة من الأرض تسمى السودان.

نحن نعرف بعين اليقين كل شئ، ولكننا لا نجيد تطبيق ذلك على الواقع، تتلبسنا المتناقضات بصورة نموذجية، خارج أسوار الوطن ننجح في كل الأعمال حتى إذا كانت رعي ابل في الصحراء، نحوذ على ثقة أصحاب العمل ونحظى بالقبول والاحترام،

ينجح المهندسون في تخطيط وبناء المدن، ويكتشف الاطباء علاجاً لمرض عضال، ويضع المدراء حلولاً لمشاكل مستعصية، ويؤدي المؤتمن أمانته تماماً مثل فعل الصحابة في صدر الإسلام، ولكن، ويا لقسوة هذه الكلمة التي تقلب موازين الأمور، ولكن يا سادتي داخل حدود وطننا لا نحتمل الاستماع إلى رأي مخالف لمدة لا تتجاوز بضع دقائق، نجيد افتعال الحروب والفشل والتنافس الحميم على بقايا موائد الحياة وقتل النجاح.

نحن في حاجة ماسة لتعديل جينات الاجيال القادمة وحماية عقولهم من خرافات ظلت تعشعش على عقولنا كل الزمن السابق، سيتطلب ذلك تعظيم دور الأسرة الصغيرة في التنشيئة والتربية مع اليقين ان دور التعليم لن يتجاوز عشرون في المائة من نسبة انشاء وتكوين جيل معافى يناطح الثريا علواً ورفعة وينهض ببلد يمسك بزمام أمره من يجيد استعمال السلاح ولا يعرف حمل القلم.

a_elsayid@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى