اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الأخبارتقارير

الصحفيين السودانيين… بين حجري رحى

كتب : حمد الطاهر

 لم تترك الحرب التي يدور رحاها في السودان خيارا للسودانيين سوا مغادرة منازلهم وبلادهم مجبرين، بحثا عن الأمان، ومنهم من نزح نحو الولايات والأقاليم الأخرى التي يعتقد انها آمنة ،ومنهم غادر السودان لاجئا إلى دول الجوار .

والصحفيين هم أكثر الفئات الذين إكتوا بنار الحرب في ظل التضيق عليهم من طرفى الحرب ، ” القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ” وهم يقعون بين حجري رحى الدعم السريع والجيش ،والنزوح واللجؤ ، ويقبع الكثير منهم في سجون ومعتقلات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، بجانب ممارسة الإنتهاكات القتل وللتعسف والاحتجاز القسري ضدهم .

قتل وتدمير 

وقالت مسؤولية الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين ايمان فضل السيد ل” نادو نيوز” إن الحرب منذ إندلاعها إستهدفت المؤسسات الإعلامية والصحفية والصحافيين، مما أدى لتشريد الصحفيين وأصبح أكثر من 50% من الصحفيين بلا عمل نتيجة لتدمير المؤسسات وملاحقتهم من قبل طرفى النزاع ، وقالت أكثر من 550 صحفي وصحفية تعرضوا للانتهاكات. 

وأكدت مسؤولة الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين إن أكثر من 15 صحفيا، قتلوا منذ إندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023. منهم من إستهدف إستهداف مباشرة بأنه صحفي .

وكشفت  النقابة عن تعرض 11 صحفيا لاعتداءات جسدية وإصابات، من بينهم 3 صحفيات.

إستهدف 

وقالت الأستاذ إيمان فضل السيد ل” نادو نيوز “إن الصحفيين يتعرضون إلى إستهداف في الإرتكازات مما اضطرهم إلى إخفاء هوياتهم الصحفية وأضافت هذا الإستهداف شرد الصحفيين إلى بعض الدول مثل مصر ،أوغندا ،إثيوبيا، تشاد وكينيا وهم الآن يواجهون ظروف صعبة نتيجة لتواجدهم في تلك البلدان ، نتيجة لفقدات أدوات العمل أو بعض القوانين في تلك البلدان تمنع عملهم وكثير منهم يعملون بأسماء مستعارة، وقالت هذا أثر علي التغطية الإعلامية المهنية والتوثيق للحرب في السودان. 

 

وتشير تقارير صحافي إلى إن الحرب دمرت المؤسسات الإعلامية والصحفية ، وبنيتها، وتوقفت الصحف الورقية بصورة كاملة للمرة الأولى منذ أكثر من 120 عاما، مما ترك نحو 90% من العاملين في القطاع بلا عمل، وصمتت “إذاعة أم درمان القومية” بما لم يحدث منذ تأسيسها سنة 1940 ،كما توقف التلفزيون القومي ، قبل أن يعاودا البث مجددا.

وأكدت سكرتير الحريات بالنقابة، أنه منذ إندلاع الحرب في السودان تصاعدت الإنتهاكات ضد الصحفيين والصحفيات بشكل غير مسبوق”.ولفتت إلى تعرض 30 صحفيا، من بينهم 10 صحفيات لإطلاق نار وقصف، كما تعرض 65 صحفيا وصحفية للإختطاف والإحتجاز القسري، فيما تعرض 58 صحفيا للتهديد الشخصي، و27 صحفيا لإعتداء جسدي ونهب ممتلكات.

وكشفت سكرتير الحريات بالنقابة عن عزم السكرتارية إصدار تقرير للربع الأخير من العام الحالي يحوي تحدثيات لأرقام الإنتهاكات التي تعرض لها الصحفيين.

 

عملية إختطاف  

كما تعرض عدد من الصحفيين للإعتقال والإحتجاز القسري ومن بين الصحفيين الذين تم إعتقالهم، الأستاذ طارق عبدالله كما تعرض الصحفي علاء الدين أبو حربة إلى الإختطاف من منزله بمنطقة شرق النيل من قبل قوة مسلحة في وجه آخر لمعاناة الصحفيين السودانيين خلال الحرب، “وتعبر منطقة شرق النيل، خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، وفق ما أفاد بيان لنقابة الصحفيين السودانيين.

ووصف بيان لنقابة الصحفيين عملية الإختطاف بـ”المنحى الخطر”، مشيرا إلى أن القوة المسلحة طلبت فدية مليون جنيه سوداني (نحو 300 دولار) لإطلاق سراحه، أو تصفيته جسديا حال لم يصلهم المبلغ.

فدية

وأشار البيان إلى أن الخاطفين تسلموا المبلغ المطلوب، لكنهم بدلا من إطلاق سراح أبو حربة، ضاعفوا مبلغ الفدية إلى اثنين مليون جنيه،”.

وقال سكرتير الشؤون الاجتماعية في نقابة الصحفيين، وليد النور، لموقع “الحرة” إن “ما تعرض له أبو حربة تصرف سيئ ومرفوض، يعرض حياته للخطر، وخاصة بعد أن رفض الخاطفون إطلاق سراحه، كما وعدوا”. وأشار النور إلى أن الفدية التي طالبت بها القوة الخاطفة فوق طاقة واحتمالات أسرته الصغيرة والكبيرة، ولا سيما في ظل الأوضاع القاسية التي يعيشها ملايين السودانيين، ممن فقدوا وسائل دخلهم.

وأدانت نقابة الصحفيين السودانيين “هذا العمل ووصفته بالإجرامي البربري”، وحمّلت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن حياة الصحفي أبو حربة، وأكدت أن “تهديد حياته أو المقايضة عليها، يمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية”.

ضرب نار 

وكانت الصحفية نفيسة أحمد واسرتها ضمن الذين تعرضوا للانتهاكات وضرب نار أمام منزلهم ممادفعهم إلى مغادرة منزلهم بالخرطوم والنزوح نحو ولاية النيل الأبيض، وأضافت أيضا تعرضنا لاطلاق نار من قبل قوات الدعم السريع في إرتكاز منطقة طيبة بالخرطوم ولكن عناية الله كانت كفيلة بكل الركاب بالحافلة التي تقلهم وأسرتها ولم يصاب احد بأذى. 

وقالت الصحفية ل ” نادو نيوز ” إن ماتعرضت من مخاطر كان كفيل بإزهاق روحها، وأفقدتها جنينها التي كانت تحمله في بطنها عبر عملية إجهاض ، وذلك نتيجة للخوف والهلع ومعاناة السفر والنزوح.

أفادت بأنها بجانب فقدان جنينها فقدت أيضا كل ممتكلاتها بعد السطو على منزلها وتحطيمه وسرقته بالكامل.

أفادت بأن أطفالها تعرضوا الي حالة نفسية صعبة نتيجة للمعاناة التي واجهوها من أصوات لإطلاق نار أمام منزلهم بجانب أصوات الطائرات وإطلاق النار بالقرب من المركبة التي كانت تقلهم في طريق خروجهم من الخرطوم في إرتكاز طيبة بجبل أولياء.

كماتعرضت الصحفية صباح أحمد في مارس الماضي إلى الإحتجاز بواسطة قوات الدعم السريع في مدينة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة وسط السودان، مما أجبرها وزوجها الصحفي، الهادي الأمين، على مغادرة المدينة، حفاظا على أنفسهما وأطفالهما.

ووصلت أسرة الأمين إلى مدينة الدامر بولاية نهر النيل في شمال السودان، بعد معاناة ورحلة طويلة، تعرض خلالها الأمين إلى الاحتجاز بواسطة قوات الدعم السريع.
وفي 17 أغسطس، اقتحمت قوة مسلحة مكونة من 15 شخصا، وصلت على متن 4 سيارات دفع رباعي، المنزل الذي تقيم فيه أسرة الأمين في المدينة الواقعة تحت سيطرة الجيش.
واقتادت القوة الأمين وصباح إلى مقر احتجاز حكومي، وفتشت هواتفهما النقالة، قبل أن تطلق سراحهما لاحقا، وفق ما أفادت مصادر متعددة تحدثت لموقع “الحرة.
ومن جهة أخرى إعتقلت الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني في مدينة الديمازين بالنيل الأزرق، يوم الاثنين، الصحفي صديق دلاي، في ملابسات غير معروفة.
ونددت نقابة الصَّحفيين السُّودانيين، باعتقال الجيش السوداني للصحفي صديق دلاي واصفة الخطوة بأنها انتهاك جديد ضد الصحفيين.
وقالت النقابة في بيان إنها “تدين بقوة اعتقال دلاي، وتحمل الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش، مسؤولية أمنه وسلامته، وتطالب بإطلاق سراحه فوراً دون قيد أو شرط”.

 

معاناة مضاعفة  

وقالت سكرتيرة الحريات إن الصحفيين المتواجدين في السودان معاناتها مضاعفة لأنهم لا يستطيعون مواصلة عملهم نتيجة لإنقطاع شبكات الإتصالات، كما لا توجد حماية لهم لأجل ممارسة مهنتهم ، كما لاتوجد مؤسسات إعلامية تضمن لهم الحماية والحقوق إلا بعض المؤسسات الإعلامية العالمية تقوم بتوفير الانترنت ووسائل النقل لمنسوبيها .

 

ولفتت البيانات إلى 39 حالة إختطاف وتوقيف وإحتجاز، تعرض لها صحفيون سودانيون، بينهم 5 صحفيات، بجانب 28 حالة إطلاق نار، طالت صحفيين، بينهم 10 صحفيات.

ووصلت أسرة الأمين إلى مدينة الدامر بولاية نهر النيل في شمال السودان، بعد معاناة ورحلة طويلة، تعرض خلالها الأمين إلى الاحتجاز بواسطة قوات الدعم السريع .

 

محاسبة المعتدين 

وقالت نقابة الصَّحفيين” إن ما يتعرض له صحفيو وصحفيات السودان يستوجب من الجهات المعنية، داخليا وخارجيا، تحمل مسؤولياتها لضمان محاسبة المعتدين وتوفير الحماية اللازمة للصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم لإيصال الحقيقة”.

 

وتعهدت النقابة بملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتحقيق العدالة.

ودعت نقابة الصحفيين السودانيين طرفي النزاع إلى احترام القانون الدولي الذي يكفل حماية الصحفيين كمدنيين، ويضمن أمنهم وسلامتهم أثناء أداء عملهم الإعلامي.

 

حجب الإتصالات 

أكثر الصحفيين الذين عانوا من إنقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت هم الصحفيين في ولاية النيل الأبيض التي عانت من توقف الخدمات لفترات طويلة مما افقد بعض الصحفيين التواصل مع بعض المواقع والصحف التي يراسلونها بجانب التواصل مع ذويهم .

ووصفت نقابة الصحفيين حجب خدمات الاتصالات والإنترنت عن بعض مناطق النزاع بأنه يعد تصرفا غير إنساني، يعيق الصحفيين عن أداء مهامهم، وطالبت بإعادة هذه الخدمات باعتبارها حقا أصيلا، يسهم في تمكين الصحفيين من الوصول إلى الحقائق وتوثيقها بأمان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى