اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
Uncategorizedالرأي

الفزاري….. ود عنج

د. أحمد عيسى محمود

 

عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)

اشتكي عضو الكواهلة (حسانية جبل الجلف بنهر النيل) فتداعى قلمي بالحمى والسهر.. أكتب اليوم عن زيارتي لتلك المنطقة مؤازرة لأهلي الحسانية الذين تعرضوا لظلم قل مثيله على ظهر البسيطة السودانية منذ هبوط آدم وحواء من الجنة.. لا أريد أن أحدثكم عن كرم حاتم السودان (الزعيم علي الحرتي) بشارع التحدي شمال شندي… ولا أتحدث عن بشاشة دامر المجذوب وعطبرا أم دالات.. ولا أرغب في الحديث عن نصرة الكواهلة للحسانية.. فقد شهد العالم كله بذلك. ولا عن تدافع جميع قبائل نهر النيل والشمالية مناصرة لأهلهم الحسانية… ولا أتكلم عن رسائل البرهان التي بعثها في بريد الداخل والخارج وهو مقبل على الإنتخابات الرئاسية في القريب العاجل… ولا أدلق مدادي عن بيعة الكواهلة للبرهان… بقدر ما أريد أن أقف مع كلمتي دكتور الفزاري ناظر القبيلة وساعده الأيمن حمد ود عنج.. وكيف لا وهما خير من يحدثك عن المأساة لسبب بسيط لأن (الجمرة بتحرق الواطيها).. تحدثا بلسان عربي مبين.. ليس فيه مداهنة أو مراء.. بل فيه نبرة التحدي الملتزمة بالقانون.. وقد أشارا بأن غالبية الأرض تم تحويلها بالكامل لمحميمة ولم يبق للقبيلة إلا القليل.. والمصيبة في هذا العام لم يتمكنوا من حصد الذرة لأن الدخول والخروج لمناطق الزراعة يتم بواسطة ذلك الغول المتغول على الأرض.. أليس هناك تجني أكبر من ذلك في سودان العجائب؟. بل هناك نفر عزيز خلف قضبان الغول لأنهم قالوا لا للمحمية (فك الله أسرهم). ومما جعل دموع الرجال تجري حرقة عندما قالا: (إن الدولة مهتمة بحماية الحيوان ولم تهتم بحماية إنسان المنطقة).. بربكم ماذا تبقى من ضمير حي لذلك الغول الذي لم يشبع من خيرات السودان حتى اليوم؟. وخلاصة الأمر الشكر للبرهان الذي قتل الفتنة في مهدها بإلغاء المحمية.. والشكر للحسانية خاصة وقبائل نهر النيل عامة للعقلانية الكبيرة في التعاطي مع استفزاز الغول بصبر وحنكة ودراية. ليخرجوا من فخه (كالشعرة من العجين) سالمين غانمين.. ولكن نلف نظر قبائل نهر النيل بأن وضع حد لتمدد ذلك الغول في الولاية واجب تمليه الضرورة.. لأن هناك مخطط جهنمي عالمي القصد منه الحد من هجرة الأفارقة غير الشرعية لأوروبا.. والبديل توطينهم في تلك المنطقة بواسطة ذلك الغول المتدثر بثوب السياحة وتنمية المنطقة كذبا وبهتانا.. فليكن مشروع الهواد المحطة القادمة للمقاومة حفاظا على النسيج الاجتماعي الحالي.. وإلا انفجار القنبلة الديموغرافية المعدة سلفا. هبوا لحماية أرضكم نصركم الله.
الأحد ٢٠٢٣/٢/٥

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى