المواطنين بالنيل الأبيض …ترهقهم الخدمات وتفزعهم المسيرات
كوستي: حمد الطاهر
أصبح مواطن بولاية النيل الأبيض ، يعاني من من ضنك العيش ووطأة غلاء الأسعار وشح الخدمات الأساسية، من غذاء ودواء ، ووقود ،بعد إغلاق طريق مدني النيل الأبيض ومن بعده طريق سنار النيل الأبيض، بعد قامت قوات الدعم السريع بمهاجمة مناطق جبل موية ومدينة سنجة بولاية سنار ، وهذا الإغلاق أفرز واقع مذري أرق مضاجع المواطنين خاصة الشرائح الفقيرة والموظفين والنازحين في مراكز الإيواء.
الحرب تجبر المواطنين بالنيل الأبيض على التنقل بعربات الكارو
نقص الخدمات
أدي قطع طريق سنار النيل الأبيض ، إلي ندرة في المحروقات وهذا نعكس علي حياة المواطنين في الولاية في كل المناحي حيث أصبح البنزين والجزلين يباع في السوق السوداء بواقع 70 ألف جنيه للجالون الواحد و50 ألف لاسطوانة غاز الطبخ بجانب ندرة المواصلات الداخلية وغلاء أسعار حيث أصبحت تذكرة الراكب من كوستي الي ربك بمقابل 2000 جنيه مقارنة بعسرها قبل اعلاق الطريق 700 جنيه وهذا قد تضاعف السعر بثلاث أضعاف ما كانت عليه في السابق، فيما أضطر المواطنين لإستغلال الدواب وعربات ” الكارو” للمشاوير الداخلية .
وقال محمد أحمد صاحب ” كارو ” لنادو نيوز أن المواطنين لجئوا إلي إستغلال عربات الكارو لقضاء مشاوريهم الداخلية ونقل السلع نتيجة لغلاء أسعار سيارات الأجرة والمواصلات الداخلية مع ندرتها بسبب قلة الوقود .
ولفت أحمد إلى أن الكاور أصبح وسيلة اساسية للنقل بعد ندرة المواصلات ذلك فتحنا خط لنقل المواطنين من سوق ربك الكبير الي السوق الشعبي بواقع 500 جنيه للراكب.
وأضاف إن ندرة المواصلات جعلت المواطنين يقبلون على إستخدام الكارو لإنخفاض سعره كما أنه وسيلة متاحة للجميع .
ومن جهته قال المواطن أحمد عثمان ، أجبرتنا الظروف على إستغلال عربات الكارو في مشاورينا الداخلية نسبة لعدم وجود مواصلات داخلية نتيجة لعدم الوقود، وأضاف كثير من الحافلات أصبحت خارج الخدمة ، وحتي المرضى يتم تنقلهم داخليا عبر عربات الكارو ، واردف قائلا ” الحرب أرجعتنا إلى العصور الوسطى ”
الإقتصادية المتردية وغلاء الأسعار وشظف العيش يقلق مضاجع المواطنين
شظف العيش
رغم جلد وصبر أهل الولاية علي الأوضاع الإقتصادية المتردية وغلاء الأسعار وشظف العيش ،إلا أنهم ظلوا متشبثين بولايتهم ويأملون أن تتحسن الأوضاع خاصة الاقتصادية والتي تخص الحياة اليومية من سلع غذائية وغيرها.
وقال يوسف صاحب بقالة نحن نعاني كما يعاني المواطن لأن السلع في الأسواق أصبحت نادرة وغالية وليست في إستطاعت الجمهور ، وتابع الآن أبسط الأشياء أصبحت غير متوفرة والتي تتوفر باهضة الثمن، وقال جميع أسعار السلع تضاعفت إلي ثلاث أضعاف، حيث صعد سعر كليو العدس من 2000 إلى ألف جنيه وكليو الأرز من 200 إلى 10ألف جنيه وكيلو السكر إلى 3400جنيه، أضاف هذه أبسط الإحتاجات الأساسية ولا يستطيع المواطن توفيرها .
وتابع غلاء أسعار السلع أدي إلي إنخفاض القوة الشرائية .
إتجاه لفتح طرق بديلة لإنسياب الوقود وبعض السلع
طرق بديلة
رغم الظروف الصعبة التي نتجت عن قطع طريق ولاية سنار النيل الأبيض، إلا حكومة الولاية أرسلت تطمينات للمواطنين بأن الوضع السلعي ممتاز ، وكشفت عن وضع خطة لفتح طرق بديلة تسهل في عملية إنسياب السلع إلاستراتيجية للولاية.
وقال المدير التنفيذي لمحلية ربك الأستاذ الصادق محمد عثمان، ل” نادو نيوز ” ان السيد والي ولاية النيل الأبيض الأستاذ عمر الخليفة عبدالله، لديه إتصالات مع دولة جنوب السودان لفتح طرق بديلة لإنسياب الوقود وبعض السلع.
وأضاف حتي الآن الوضع مستقر من ناحية السلع الإستهلاكية ولا توجد مشكلة في الدقيق أو السكر ، بل هنالك ندرة بدأت تظهر في الوقود فقط أما في بقية السلع لدينا مخزون جيد ولا توجد مشكلة .
معاناة النازحين
أما النازحين في مراكز الإيواء يعيشون في أوضاع مسأوية بعد إرتفاع أسعار السلع الضرورية وقلة التدخل من قبل المنظمات الإنسانية، وقالت النازحة سعيدة محمد أنها تعيش ظروف صعبة للغاية بعد توقف تدخل النظمات الإنسانية لفترة تقارب الثلاثة شهور بسبب قطع الطريق بين ولاية النيل الأبيض وولاية سنار وأضافت بجانب قلة السلع الضرورية هناك حوجة ماسة لمواد إيوائية من مشمعات وبطاطين وناموسيات لأن نحن الأن في فصل الخريف ونحن نقطن داخل المدرسة في رواكيب وهي لا تحمينا من الأمطار بالاضافة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض.
مسيرات إستهدفت مدينتي كوستي وربك بثت الرعب وسط المواطنين
مسيرات الموت
بجانب المعاناة من الوضع المعيشي يعاني المواطنين من الخوف والهلع بسبب المسيرات التي إستهدفت عدد من المواقع بالولاية قبل أن تتصدى لها الدفاعات الأرضية وخلال اسبوع أسقطت المضادات الأرضية للقاعدة العسكرية بكنانة بولاية النيل الأبيض (4) مسيرات إنتحارية إستهدفت كنانة .
حيث سقط إثنان منها في هنكر المطار بينما إثنين في المبني الإداري للقاعدة الجوية ، وتمت إصابة أربعة أفراد إصابات طفيفة والآن يمارسون عملهم ، للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، استهدفت مسيرات محملة بالذخائر ولاية النيل الأبيض، وألقت القنابل على مبنى جهاز الأمن، وتوفي ضابط برتبة مقدم جراء الهجوم الذي وقع منتصف ليلة يوم الإثنين الماضي .
وحسب شهود عيان من مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض إن المسيرات حلقت في المجال الجوي للمدينة حوالي الساعة (11) مساءًا بالتوقيت المحلي، وتعاملت معها المضادات الأرضية للجيش، فيما وقعت مسيرة مفخخة على مبنى جهاز الأمن وقُتل ضابط برتبة مقدم وأُصيب آخرون.
وافاد شاهد عيان أن خمسة مسيرات محملة بالقنابل استهدفت مدينة كوستي محدثة حالة من الهلع والقلق بين المواطنين وانقطع التيار الكهربائي في معظم الأحياء.