اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الأخبار

الهجوم على المستشفيات في السودان …ضرب الإنسانية في مقتل 

تقرير : حمد الطاهر

 لا سردايق ولا ” صيونات” للعزاء في السودان كما كانت تقام المأتم للموتى في السابق قبل الحرب التي نشبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة ، وبعد تكرر مشاهد الموت ، بسبب الحرب التي لم تترك  شبرا في السودان إلا وطأته ،ودمرت قطاعات الخدمات والصحة والتعليم ،وتسببت في نزوح نحو ربع السكان،  مع تزايد معاناة المدنيين الذين تفرقوا بين  مخيمات النزوح واللجوء ،  لإنعدام الأمن والإستقرار والخدمات في السودان.
وأصبح المواطنين القابعين في أماكن الصراع يحتاجون لأبسط الخدمات التي تعيينهم في  البقاء على قيد الحياة  بعد ان دمرت الحرب جميع القطاعات وخاصة القطاع الصحي الذي شهد  تدهورًا خطيرًا نتيجة للصراع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهو أول قطاع أصابه الدمار جراء   الهجمات المستمرة على المستشفيات والمرافق الصحية  التي لم تعود قادرة على تقديم الرعاية الطبية، وأصبح المواطنون يعانون من قلة الموارد الصحية في ظل النزاع المستمر.
كما أن قلة  الإمداد  الدوائي والهجوم المتكرر علي المستشفيات والمرافق الصحية والقتل والإعتداء علي الكوادر الصحية والطبية جعل من المستحيل على المرافق الصحية والكوادر تقديم الخدمات اللازمة وسط تزايد الإحتياجات الطبية الناجمة عن الصراع المستمر، مما يضاعف من معاناة المدنيين في السودان .
ورغم الحرب المستمرة والموت اليومي ظل الأطباء و الكوادر الطبية والصحية المعاونة يرابطون  في المستشفيات والمرافق الصحية والطبية لأجل تقديم ماتيسر من  الخدمات الطبية للمدنيين والعكسريين من طرفى الحرب في مواقع سيطرتهم إلا أن الاعتداءات المتكررة علي الكوادر الطبية والمرافق العلاجية أصبحت تعرض حياتهم للخطر، ولا تمكن للطواقم الطبية من  تقديم العلاج بأمان”.
أضرارا كارثية
وحسب  وزير الصحة السوداني الدكتور هيثم محمد إبراهيم  أن الحرب الدائرة في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع ألحقت أضرارا كارثية بالنظام الصحي، مما أدى إلى إنهياره بشكل شبه كامل.
الهجوم على المستشفيات في السودان ...ضرب الإنسانية في مقتل 
الهجوم على المستشفيات في السودان …ضرب الإنسانية في مقتل 
مبينا أن الخسائر التي تكبدها القطاع الصحي نتيجة الحرب وصلت إلى نحو 11 مليار دولار. وأشار إلى أن 250 مستشفى من أصل 750 مستشفى خرجت عن الخدمة بسبب الدمار الذي لحق بها، مما حرم الملايين من الرعاية الصحية الأساسية.
وقال إن وزارة الصحة وثقت مقتل 12 ألف مدني في مستشفيات البلاد، وهو ما يمثل 10% فقط من إجمالي عدد القتلى في الحرب.
تعطيل المنشآت 
واتهم إبراهيم قوات الدعم السريع بشن هجمات ممنهجة على المستشفيات والمؤسسات الصحية، خاصة في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، مما أدى إلى تعطيل العديد من المنشآت الطبية الحيوية.
وأوضح أن أكثر من 50% من مراكز غسيل الكلى أصبحت خارج الخدمة، في حين تعرض الصندوق القومي للإمدادات الطبية للنهب، مسببا خسائر بلغت 500 مليون دولار.
الإعتداء علي الكوادر 
تكررت الإعتداءات على الكوادر الطبية التي ظلت ترابط في المشافي لعلاج المرضى من المواطنين والعسكريين وشهد مستشفى بشائر مؤخرا  حوادث متكررة من قبل مقاتلين مسلحين يدخلون المستشفى حاملين الأسلحة ويهددون الطاقم الطبي، وغالبًا ما يطالب هؤلاء المقاتلون بمعالجة أفرادهم قبل المرضى الآخرين.
وأدانت منظمة أطباء بلا حدود الهجمات المستمرة على مستشفى بشائر التعليمي في الخرطوم، وأعلنت تعليق جميع الأنشطة الطبية بسبب تزايد العنف ضد المرضى والطاقم الطبية
وأدانت منظمة أطباء بلا حدود الهجمات العنيفة المستمرة على المرضى والموظفين في مستشفى بشائر التعليمي، الذي يقع جنوب العاصمة الخرطوم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
الهجوم على المستشفيات في السودان ...ضرب الإنسانية في مقتل 
الهجوم على المستشفيات في السودان …ضرب الإنسانية في مقتل 
وقالت عبر بيان الجمعة، إنه على الرغم من التواصل المكثف مع جميع أصحاب المصلحة، فإن الهجمات واصلت في الإستمرار خلال الأشهر الأخيرة، مما دفع المنظمة إلى إتخاذ القرار الصعب بتعليق جميع الأنشطة الطبية في المستشفى. 
وشهد مستشفى بشائر حوادث متكررة من قبل مقاتلين مسلحين يدخلون المستشفى حاملين الأسلحة ويهددون الطاقم الطبي. وغالبًا ما يطالب هؤلاء المقاتلون بمعالجة أفرادهم قبل المرضى الآخرين.
وحسب تقارير صحفية أن  مستشفى بشائر من آخر المستشفيات العاملة في جنوب الخرطوم التي تقدم الرعاية الطبية المجانية.
ومنذ نهاية سبتمبر 2024، شهد المستشفى زيادة في الحالات بسبب تصاعد القتال، حيث يصل العديد من الأشخاص المصابين جراء القصف والغارات الجوية.
وأفادت بأن  في 11 نوفمبر 2024، جرى إطلاق النار على مريض داخل المستشفى مما أسفر عن وفاته. وفي 18 ديسمبر تم إطلاق النار داخل جناح الطوارئ، مما هدد العاملين في المستشفى بشكل مباشر.
وفي 5 يناير 2025، تم إحضار 50 شخصًا إلى غرفة الطوارئ، 12 منهم فارقوا الحياة بسبب غارة جوية بالقرب من المستشفى.
حوادث مشابهة
فيما تعرضت في العاشر من يونيو 2024م  مستشفى جنوب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور إلى هجوم مماثل من قبل قوات الدعم السريع. 
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان، إن قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى جنوب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ، وفتحت النار على الطاقم الطبي والمرضى.
وتؤوي المدينة الواقعة في إقليم دارفور بشمال غرب السودان أكثر من 1.8 مليون ساكن ونازح، وهي أحدث جبهة في القتال الدائر منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتقول الأمم المتحدةـ إن نحو 130 ألفا فروا من منازلهم في الفاشر بسبب الأعمال القتالية في أبريل ومايو.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، إن المستشفى الجنوبي كان الوحيد في مدينة الفاشر القادر على التعامل مع ما تصفه المنظمة بأنها أحداث يومية تشهد سقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين.
وقالت المنظمة إن نحو 1315 جريحا دخلوا المستشفى فيما توفي 208 بداخله خلال الفترة من 10 مايو إلى السادس من يونيو، لكن عددا كبيرا من الأشخاص لا يقدر على الوصول إلى المستشفى بسبب القتال.
وبدأ المستشفى بالفعل في وقت سابق إجلاء المرضى بعد تضرره من القتال ثلاث مرات منذ 25 مايو، وتمكن باقي المرضى والموظفين من الفرار.
الهجوم على المستشفيات في السودان ...ضرب الإنسانية في مقتل 
الهجوم على المستشفيات في السودان …ضرب الإنسانية في مقتل 
وذكرت غرفة طوارئ الفاشر والمعسكرات، وهي مجموعة من المتطوعين، إن هجوم مقاتلي قوات الدعم السريع أدى إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص وتم نهب أدوية وسيارة إسعاف خلاله.
وقالت تنسيقية مخيم أبو شوك ومتطوع إن هجوما آخر وقع  على المخيم الواقع إلى الشمال من المدينة، مما أثر على مركز طبي آخر، وأدى إلى مقتل إثنين على الأقل وإصابة أكثر من 30 شخصا.
ويواجه الأشخاص الذي يتركون المدينة خطرا كبيرا، إذ يقول السكان إن الفارين يتعرضون للهجوم وحتى القتل على الطريق الرئيسي المؤدي إلى خارج المدينة والذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
تزايد العنف
وقالت منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، كلير سان فيليبو،إن المعاناة التي نشهدها في الخرطوم كبيرة. يستمر العنف الشديد يوميًا، والنقص في المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية يعرض حياة الناس للخطر.
كما لفتت فيليبو إلى أن الاحتياجات الطبية هائلة، والإصابات المروعة أصبحت روتينية تقريبًا. وأضافت: أصبح العمل في مثل هذه الظروف غير ممكن عندما تكون حياة موظفينا ومرضانا مهددة.”
وأشار البيان الصادر من المنظمة إلى الصعوبات المستمرة التي يواجهها المستشفى، بما في ذلك تعليق العمليات الجراحية في أكتوبر 2023 بعد أن منعت القوات المسلحة السودانية وصول الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى الحظر المفروض على نقل الإمدادات الطبية من بورتسودان منذ أكثر من عام.
وقالت المنظمة:” “من المؤلم أن نصل إلى مرحلة توقف دعم الرعاية الطبية المنقذة للحياة في هذا المستشفى، خاصة في ظل التزايد المستمر للاحتياجات الطبية.
وأضافت :”كل مرة نضطر فيها لتعليق الأنشطة، يصبح المرضى أقل قدرة على الوصول إلى الرعاية التي هم في أمس الحاجة إليها”.
وتابعت: “يجب أن تكون المستشفيات أماكن آمنة يمكن للناس فيها الحصول على الرعاية الصحية دون تعريض حياتهم للخطر، حيث يمكن للطواقم الطبية تقديم العلاج بأمان”.
تحذيرات 
تكررت حوادث الاعتداء علي الكوادر الطبية والهجوم على المستشفيات سبق أن تعرض مستشفى النو بأمدرمان للاستهداف عدة مرات من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط ضحايا بين المرضى ومرافقيهم”.
ووصف مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الهجمات على مرافق صحية بالسودان كمستشفى النو في أم درمان بأنها “مروعة”، محذّرا من أنها “تحرم مجتمعات بأكملها من الرعاية الصحية المنقذة للحياة”.وقال غيبريسوس في منشور عبر منصة “إكس”: “الهجمات المستمرة على مرافق الرعاية الصحية في السودان مروعة”.
وأعرب عن تعازيه القلبية لمن فقدوا أحبّاءهم في الهجوم الأخير على مستشفى النو.
وأكد أن “هذا العنف يؤثر على مجتمعات بأكملها، ويحرمها من الرعاية الصحية المنقذة للحياة التي تعتبر بالفعل نادرةً بسبب الصراع”.
وطالب غيبريسوس بوقف الهجمات على المرافق الصحية، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي، والعمل من أجل السلام في السودان.
هجمات متكررة
وكان وقتها  أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود”، في بيان، تعرّض مستشفى النو الذي تدعمه المنظمة في أم درمان لقصف  عنيف في محيط المدينة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص بينهم متطوع محلي، وإصابة نحو 27.
الهجوم على المستشفيات في السودان ...ضرب الإنسانية في مقتل 
الهجوم على المستشفيات في السودان …ضرب الإنسانية في مقتل 
وبحسب المنظمة، “شنت قوات الدعم السريع هجومًا بالمدفعية الثقيلة على مناطق واسعة داخل محلية كرري، ومن بين المواقع المستهدفة مستشفى النو، وهو المرفق الطبي الوحيد العامل في أم درمان، والذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود”.
وشددت على أن “الهجمات على المرافق الصحية يجب أن تكون أمرًا غير وارد، لكننا نراها بشكل متكرر في السودان… كل هذا يجب أن يتوقف الآن”.
نقص حاد 
لم تقتصر معاناة  القطاع الصحي في السودان علي الهجوم والتدمير وتشريد وقتل الكوادر فقط  بل يعاني  ايضا من الكثير من المشاكل منها النقص الحاد في الخدمات والأدوية. 
وقال المدير العام لمستشفى نيالا السوداني التركي، د. الرشيد محمد أحمد، أن المستشفى يواجه نقصا حادا في المستهلكات الطبية الطارئة، لا سيما المحاليل الوريدية، أدوية التخدير، واحتياجات العمليات الجراحية. وأشار في حديثه لراديو دبنقا إلى التحديات الكبيرة التي تواجه المستشفى، أبرزها صعوبة توفير الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، ما يؤثر على استمرار الخدمة على مدار الساعة.
وأوضح د. الرشيد محمد أحمد أن المستشفى يعاني كذلك من صعوبة توفير الوجبات الغذائية للمرضى والعاملين بالمستشفى، مما يزيد من الأعباء اليومية. وناشد الجهات المختصة والمنظمات الدولية للتدخل العاجل وتقديم الدعم اللازم لضمان استمرارية الخدمات في المستشفى.
ويضم المستشفى السوداني التركي بنيالا عدد من الأقسام الحيوية، من بينها قسم الطوارئ والإصابات الذي يعمل على مدار 24 ساعة، إلى جانب أقسام الباطنية، الأطفال، النساء والتوليد، الجراحة العامة، وجراحة العظام. وأشار د. الرشيد محمد أحمد إلى الحاجة الماسة لتوفير خدمات جراحة المخ والأعصاب، جراحة المسالك البولية، جراحة الأوعية الدموية، وجراحة الوجه والفكين.
مأساة صحية 
نتيجة لتدردي الخدمات الصحية في السودان بسبب الحرب أطلقت جهات  دولية تحذيرات من خطر انهيار النظام الصحي في السودان في ظل هذه  الأوضاع الصعبة التي يعيشها السودان، ويعاني القطاع الصحي من نقص الإمكانيات الطبية وإغلاق عدد كبير من المستشفيات.
بحسب تقارير رسمية صدرت، خرجت 60 مستشفى عن الخدمة، تعرض العديد منها للقصف أو الإخلاء القسري.
وأضافت التقارير أن 26 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي بعضها يقدم الإسعافات الأولية فقط وهي مهددة بالإغلاق أيضا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.
وكانت  نقابة أطباء السودان، قد أعلنت ، بأن 72 % من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة.
وأضافت النقابة أنه من أصل 82 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات يوجد 59 مستشفى متوقفة عن الخدمة، و23 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي وهي مهددة بالإغلاق أيضا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى