اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الرأي

انقذوا الصمغ العربي

الخرطوم:نادو نيوز

نقاط الحروف

أشرف محمد السيد – جدة

في مقالي السابق كان الحديث عن أهميةالصمغ العربي في علاج أمراض الفشل الكُلوي، والتحديات التي يواجهها من عصابات صناعة الدواء في العالم لدرجة تجعلهم على أهبة الإستعداد لوقف كل الدراسات والأبحاث التي ترفع من قيمته مما يؤثر على ارتفاع تكلفة صناعة سمومهم أو الاستغناء عن بعضها واستخدام الصمغ بديلاً عنها.
هذه العصابات تملك وتمتلك من السلطة والقوة ما مكنها أن تقف سداً منيعاً أمام كل المحاولات الجادة لاكتشاف او اختراع بديل لسمومهم التي يطلقون عليها جزافاً دواء.
نتائج الأبحاث الأخيرة عن علاج الصمغ العربي لأمراض يقتل الفشل الكُلوي وإعتماده من مجلس الصمغ العربي السوداني ستعمل على إنهاء معاناة وآلام عشرات الآلاف من ضحايا هذا المرض الخبيث الذي يروجون لإستحالة شفائه زوراً وبهتاناً، حتى تستمر عصابات السموم في جنى الأموال الطائلة من وراء عذاب ومعاناة البشر.
كم هي غريبة هذه النفوس التي تعرت من الأخلاق، وصارت نهباً للأطماع الخبيثة، يلهثون خلف المال بشتى السبل الغير مشروعة في كل الأعراف والديانات.
محاربة هذه العصابات التي تنتشر بقوة مثل المرض الخبيث الذي يقتل الخلايا ويدمر أجهزة المناعة الطبيعية ليست من السهولة بمكان، فخلفها تقف حكومات فاسدة ورجال مدججين بأسلحة مدمرة يتحكم فيها سؤ الأخلاق والجشع.
رغم كل هذا الظلام والسؤ ما زال الخير يقبع في جزء من نفوس البشر، بل سيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هذا الخير يغذي ارواحنا بأمل كبير أن في الغد ستنقشع هذه الضبابية ويظهر إلى مقدمة الركب رجال يقدرون قيمة الوطن وموارده.
كان يجب أن يكون هذا النداء العاجل الذي تكرر من أناس كُثر حتى صار مثل الاسطوانة المشروخة، كان يجب أن يوجه إلى حكومة قائمة تملك قرار البلد،ولكن للأسف في ظل حكم اللا دولة واللا حكومة نوجه النداء إلى أصحاب الضمائر الحية المملؤة بحب الوطن أن أسعوا بكل جهودكم إلى حماية هذه السلعة السيادية بوقف تهريبها عبر دول الجوار أولاً حتى يتوقف هذا الاستنزاف الجائر، وأن يتم اصدار قرارات حاسمة بوقف تصديره كمادة خام منزوعة القيمة المضافة وإعطائه قيمته الاقتصادية الحقيقية.
تشابك المعضلات حول هذه السلعة أفقدها قوتها ودورها الكبير في المساهمة الاقتصادية الحاسمة التي تتفوق على البترول والمنتجات الزراعية الأخرى، والمراقب الحصيف لانخفاض مؤشر كمية تصديرها كسلعة هامة مقارنة مع بعض دول الجوار التي لا تملك شجرة صمغ واحدة في أراضيها، لن تصيبه الدهشة من أن التهريب يصيب خزانة الوطن في مقتل، وللأسف فإن فرق السعر وكثرة الجبايات وتكلفة الترحيل يجعل للتهريب أفضلية وخيار سهل للمزارع المنتج البسيط.
a_elsayid@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى