اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الرأي

بسبب الصمغ العربي، احتجزوا علماء سودانيي

الخرطوم: نادو نيوز

نقاط الحروف

أشرف محمد السيد – جدة

في لقاء سابق مع بروفيسور محمد بشير غالب مستشار الأمراض الباطنية وأمراض وزراعة الكُلي عن أهمية الصمغ العربي تحدث عن دراستهم لفوائده مع مجموعة من العلماء السودانيون الذين بدأوا هذه الفكرة برفقة علماء بريطانيون في جامعة كارديف، ومجموعة من المؤسسات البحثية في بريطانيا، تحدث عن فائدته في علاج أمراض الفشل الكُلوي، وقال أنه قد بدأت الدراسة التمهيدية منذ العام ٢٠١٤م لمعرفة وتحديد الجرعة المفيدة والأضرار الجانبية اذا وجدت.
وبدأت التجربة على مجموعة من مرضى الفشل الكُلوي بوقف العلاج لمدة ستة أشهر، ولاحظوا التدهور اليومي لوظائف الكُلى، ثم تم إعطائهم الجرعة المحددة من الصمغ العربي لمدة عام كامل، فاتضح أن الخط البياني لوظائف الكُلى بدأ في تحسن ملحوظ عند قياسه شهرياً، ومراقبة التحليل الإحصائي، فاتضح جلياً فائدة الصمغ في علاج الفشل المزمن من الدرجة الثانية والثالثة.
ثم تمت بعد ذلك مراقبة المرضى لمدة ستة أشهر أخرى بعد وقف الجرعات، واتضح أن أثر العلاج مستمر لكل هذه الفترة.
تم أخذ هذه النتائج المبهرة وإرسالها إلى كبرى المجلات الأمريكية المتخصصة في هذا المجال، و هي مجلة صارمة لا تقبل أبحاث ودراسات الا بمعايير واثباتات قوية.
في ختام هذه البحوث خرجت توصيات موجهة رسمياً إلى الحكومة والى الأطباء عن أهمية العلاج بالصمغ العربي حتى يتم التعامل معه على أنه علاج يباع بالجرام وليس سلعة تباع بالطن وبثمن بخس.
يقول بروف غالب أنهم واجهوا تحديات كبيرة جداً لمنع هذه البحوث من عدة جهات، وفي إحدي المرات ذهبوا لتقديم هذا البحث فتم حبسهم في أحد المطارات لمدة أسبوع كامل وهي فترة انتهاء المؤتمر، وتم الإفراج عنهم بعد أن اعتذروا لهم بأن اجراء حبسهم كان عن طريق الخطأ، فخوفهم من نتائج هذا البحث انها سترفع من قيمة الصمغ العربي أضعاف كثيرة وتؤثر على تجارة الدواء.
بهذه الجهود العظيمة من علمائنا الافذاذ اقرت الهيئة الأمريكية للغذاء والدواء حديثا بإحتواء الصمغ العربي على ألياف غذائية ووظيفية، وقد أقر مجلس الصمغ العربي أن استخدام الصمغ العربي (الهشاب) بصورة طبية وجرعة محددة يساهم في تقليل تطور أعراض الفشل الكُلوي، ويعتبر علاجا سحريا لأمراض الكُلى. جاء ذلك في احتفالية تدشين ورقة علمية لدراسة إستخدام الصمغ العربي في علاج امراض الكُلى التي اقامها مجلس الصمغ العربي في السودان بالتعاون مع المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية.
ولم تتوقف الدراسات والأبحاث عن فوائده، ومنها أثره على بيئة بكتيريا الأمعاء الغليظة فلورا وهي تلعب العديد من الأدوار إلى جانب المساعدة في الهضم، فهي تشكل خط للدفاع ضد البكتيريا الضارة وتساعد الجهاز المناعي على محاربة الأمراض وتقوم بتصنيع الفيتامينات والمواد الأخرى التي يحتاجها الجسم.
كثر الحديث من الحادبين على مصلحة الوطن عن ضرورة الاهتمام بهذه السلعة التي ينفرد بانتاجها السودان بنسبة تتجاوز ثمانون في المائة من إنتاج العالم، وكثرت التوصيات لمنع ووقف تهربيه بأشد الوسائل صرامة مع التركيز على تطوير زراعته وادوات حصاده وجمعه، ومن ثم العمل على بيعه كدواء، فهل نجد من يهتم لهذا الأمر أم أن السياسة عندنا هي القاتل الخفي؟
a_elsayid@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى