نقاط الحروف
أشرف محمد السيد- جدة
الاعلامي شخص يملك حق ابداء الرأي وطرحه ومناقشته مثله مثل أي شخص لا علاقة له بالإعلام، ما يميز الاعلامي أنه يستند إلى خلفية علمية كافية تعينه على أرجحة كفة ميزان طرحه، و يرتكز على معرفة عميقة لأخلاقيات مهنة المتاعب والسلطة الرابعة، ويمتلك أدواتها،ويعرف عوامل نجاح الرسالة الاعلامية كالانقرائية بالنظرة الثاقبة إلى المستقبل، والانسيابية دون وجود فجوات في المادة المتشورة، والرشاقة في تناول الموضوع بصورة مباشرة، والوضوح باستخدام كلمات ومصطلحات مباشرة المعنى ولا تحمل إمكانية التأويل.
الصحفيون المتخصصون في السياسة يميلون بطبيعة الحال إلى جهة معينة، يرون بحكم الخبرة في التعامل مع أخبارها وأسرارها أنها الأصلح والأجدر بعمل سياسي معين، وكذلك بحكم زاوية رؤيتهم العاطفية غالباً والعقلية أحياناً.
المتابع البسيط للأخبار السياسية والذي لا يهمه أحياناً معرفة الانتماء او الميل السياسي للكاتب او وسيلة النشر يتأثر بالرأي المطروح سلباً أو ايجاباً، فمهما كان الحدث المنشور ستتضارب حوله الآراء وتتعاكس، ونادراُ جداً أن يحتل الحدث منطقة ضباببية او رمادية.
من يتابع أخبار السياسة دون يلاحظ أن مجموعة مقدرة في الإعلام ينحازون بصورة سافرة إلى جانب ساسة فاشلون، يملؤن الصفحات بضجيج أكاذيبهم الذي لا طحين من ورائه، بل يصلون إلى درجة تمجيدهم ونشر هالات من حولهم دون مراعاة لضمير أو خُلق، يسعون من وراء ذلك إلى القليل من فتات موائدهم وفائض أموالهم.
ربما يتشابه معهم في هذه الدنأة أصحاب الصحافة الصفراء التي تعتبر وليد غير شرعي للإعلام الحر، و تُعرف برائحتها المنتنة التي تفوح من حديث المنافقين ولاعقي الأحذية.
ربما اشتهرت هذه الصحافة بنشر الأكاذيب وتلفيق الأحداث والوقائع من أجل زيادة دخلها فقط.
مهما يكن من الأمر فإن المتلقي الحصيف يميز بين الغث والسمين ، ويفرق بين الركيك والفخيم، وبفطنته سيختار ما ينغع الناس، وأما زبد الإعلام فسيذهب جفاء.
a_elsayid@yahoo.com