اعلانك هنا يعني الانتشار

أعلن معنا
الرأي

(سلام جوبا) … القرد في أمه غزال (5 – 6)

الخرطوم: نادو نيوز

بقلم : إبراهيم عربي

نواصل في هذه الحلقة (قبل الأخيرة) ملابسات تقرير الخبراء الدوليين الأخير المرسل لمجلس الأمن الدولي في السابع من فبراير الجاري بشأن الأوضاع في البلاد بموجب القرار الدولي (1591) الذي ظل مكان تجديد منذ العام 2005 ، يعتبر هذا التقرير رسالة في بريد شركاء السلام في ورشة جوبا والتي إختتمت أعمالها أمس ، وخلصت لمصفوفة جديدة محدثة لتنفيذ الإتفاق وستوقع عليها الأطراف غدا الأحد بتشريف رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميار ديت وربما الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الإنتقالي في مراسم إحتفال رسمية بعد أن تم تأجيلها من اليوم السبت لغد الأحد ، علي أي حال كشف تقرير الخبراء هذا عن عمليات تجنيد مستمرة من قبل كافة الأطراف (الجيش ، الدعم السريع ، الحركات الموقعة جميعها) وقال أن جميعهم لم يلتزم بإيقاف عمليات التجنيد مما يهدد إتفاق السلام ويعقد عمليات الترتيبات الأمنية في وقت تعاني فيه البلاد شحا في التمويل وتهدد الإتفاقية .
فيما كشف التقرير عن إتصالات بين الحكومة وحركات غير موقعة عائدة من ليبيا عبر برنامج أسمتها (عملية نيامي) ، قالت أن بعضهم كان ينتمي لحركات موقعة ربما إنشقت عنهم وعادت وأخرى لم توقع علي إتفاق السلام ، عادت عبر إتصالات بينها والحكومة حيث طالبتهم الحكومة الليبية بالخروج خارج الحدود الليبية .
بينما كشفت تقارير دولية أخري عن عودة العديد من الجنود علي متن (600) عربة مسلحة تقريبا طالبتهم السلطات الليبية بمغادرة أراضيها، يتبعون لحركات دارفور الموقعة علي إتفاق سلام جوبا ، كانت في ليبيا وعادت لداخل الحدود السودانية في مناطق (أمبرو ، كتم ، الفاشر، باساو ، كورما وأبوليا) وجميعها تقع في مناطق داخل حدود ولاية شمال دارفور .
وفي ذات الإتجاه كشف مجلس الصحوة الثوري السُّوداني بقيادة الشيخ موسى هلال في بيان له أمس السبت عن وحدة إندماجية شاملة بين قواته وقوات (القيادة الجماعية) المنشقة في جسم وأحد أسموه (مجلس الصحوة الثوري الأصل) قالت أن الخطوة جاءت إستشعارا مِنهم لحجم التحديات التي تواجه البلاد وشعوبها من مخاطر السيولة الأمنية والإنقسام السياسي والإجتماعي الحاد والإنهيار الإقتصادي المريع وتصاعد نبرة خطابات الكراهية والتفرقة ، عطفاً عن السياسات الخاطئة والتخبط في كافة الإتجاهات .
وكشفت مصادر أن بعض هذه القوات كانت توجد في داخل النيجر حيث أجرت الحكومة معها إتصالات قبل عام تقريباً هناك ، فأطلقت إعلانا تأسيسيا تحت مسمي (قوى المسار الديمقراطي) ، وكان يضم مجلس الصحوة الثوري بزعامة موسى هلال وحركة العدل والمساواة السودانية الجديدة بقيادة منصور أرباب والحركة الثورية للعدل والمساواة قيادة يس عثمان وحركة تحرير السودان القيادة المستقلة بقيادة عباس جبل مون ومجلس الصحوة القيادة الجماعية بقيادة علي رزق الله (السافنا) وحركة العدل والمساواة التصحيحية بقيادة زكريا الدش ومجلس الصحوة الثوري للتغيير والإصلاح قيادة عبد الله حسين وقد نص الإعلان على تحقيق السلام الشامل في السودان وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة لاستكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية .
غير أن مصادر أخري كشفت أن لدي تجمع قوات العدل والمساواة بقيادة عبد الله بنده المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية تحفظ على المشاركة في اللقاءات التي تمت بسبب خلافات داخلها ، فيما لم يتم توجيه الدعوة لمجموعة (يوسف كرجكولا) المقرب من عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان لكون الأخير رافض للحوار مع الحكومة .
واعتقد لكل ذلك وغيره تمسك الشركاء بإتفاقية جوبا للسلام ، تماما كما تمسك بها وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم بقوة بأن تكون إتفاقية جوبا للسلام الأساس لأي إتفاق قادم ، وقال لا يمكن تجاوزها ، وأكد الوزير إستعدادهم وجاهزيتهم للتدريب والتأهيل لحماية المدنيين لإستتباب الأمن بدارفور، كاشفا عن خطة لعام 2023 لإستيعاب (خمس) كتائب من الحركات المسلحة ضمن بند الترتيبات الأمنية .
علي كل أنهت الورشة أعمالها بجوبا وأكدت في بيانها الختامي موافقة قيادة الطرفين عليها، توطئة للتوقيع عليها في الجلسة الختامية غدٍ الأحد التامع عشر من فبراير الجاري، بحضور الأطراف الإقليمية وَالدَولية الضامنة والشاهدة على الإتفاق ، رغم أن إتفاقية جوبا للسلام ليست مبرأة من العيوب ولكنها أفضل من عدمها (القرد في عين أمه غزال ..!) .
نواصل (الأخيرة) …
الرادار .. السبت 18 فبراير 2023 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى