براءة قلم
كتبت :نفيسة وادي
ما شاء الله تبارك الله
متابعي صحيفة نادو نيوز الإلكترونية كتاب
أنتم الصفوة وكفى
بجانب محرري وكالة نادو الإخبارية
أحيانا نخطأ كتابياً وحرفيا وإخراجا ولكن سرعان ما يتم تنبيهنا من أناسا ذوي خبرة كبيرة ودراية من أهل الإعلام أساتذتنا لهم المحبة والتحية والتقدير
شكرا أستاذي الكبير @علي ميرغني. ودكتور فيصل عوض من السويد.
وفقا لتسلسل موضوعات عمود براءة قلم من المفترض أتابع على شكل هرم مقلوب ولكن دعت الضرورة الي مخالفة ترتيب المهمن
نسبة لمجريات الأحداث التي صاحبت لحظة كتابة العمود وفي كل حلقة سأتناول قضية الإعلام والإعلاميين لأنهم رسل الكلمة.. وفي نظريات المؤامرة الكلمة في وسائل الإعلام تعادل ألف طلقة في ميدان الحرب.
والإعلام يستطيع أن يكون رأي عام لأي شخص أو قضية في لحظات كالبرق الخاطف .
وتستطيع وسائل الإعلام المختلفة والميديا أن تبني دولة قوية وفي ذات الوقت يمكن أن تهدم هذه الدولة.
وللإعلام قوة تستطيع أن تدمر دولة قوية غائبة تماما عن توظيف الإعلام في مكانه الصحيح والطبيعي.
والدولة التي لاتملك الإعلام المعلومات الصحيحة ،تستطيع الشائعات والتزييف واللوبيهات هزيمتها، بالتالي يمكن أن تنهي عمرها الإفتراضي !!
ويمكن للإعلام أن يمجد شخصية من الشخصيات العامة أو السياسية دون أن يكون مؤهلا لأن يوضع في قائمة أفضل الشخصيات؟؟
عبر الإعلام إن لم نكن مهنيين سنصاب بداء القبيلة والعصبية والجهوية والتحيز .
والإعلام الغير مسؤول يمكن أن يعلي من صوت القبيلة ونشر خطاب الكراهية بين المكونات المجتمعية والسياسية ويسهم في تفكيك النسيج الإجتماعي .
نسأل الله أن نخط الحروف في مجال الصحافة بأقلام بريئة غير ملوثة بسموم الإنتماءات السياسية والقبيلة.
(وزير مجنون)
في أي مهنة من المهن المختلفة تجد شخصاً بارعا في مهنته يعمل بشقف وجدية تجده متمكنا في مجاله يقدم لك الأفضل مقارنة بزملائه الآخرين غالباً تجده متطورا في مجاله بالعلم والمعرفة مواكبة للتطور الذي صاحب مهنته هذه . ويصفه الناس من حوله (بالشاطر) ..والبعض يقولك لك هذا الشخص( مجنون) (بمعنى أنه يحمل في جعبته ما لايتصوره شخص عادي أو تستوعبه العقول….
هنا نقف قليلا مع من يشغلون ويسعون لشغل مناصب قيادية في السودان هل كل منهم يتم إختياره لشغل منصب في الدولة مؤهلا لهذا المنصب؟بالطبع لا.. وإلا لم ندخل في هذه الضائقة المالية المريرة التي يمر بها الوطن لفترة طويلة و لم يحتملها الشعب السوداني الذي ظل يدفع ثمن الشلل والركود الإقتصادي لعقود.. وهنا بالضرورة أن تنطبق مواصفات الشخص البارع الشاطر على القادة السودانيين الذين يحكمون البلاد اليوم وفي الغد والمستقبل البعيد. بالطبع قد يتساءل كل من يقرأ كتاباتي لماذا أتحدث بشمولية عن المهن والإجابة أن الذين يجلسون على دواليب العمل المختلفة في السودان في الماضي والحاضر يجلسون على أسس التراضي والمحاصصات وتقسيم الكيكة علي حساب تطور البلاد والإستفادة من ثرواتها وعلى حساب الخبرات السودانية المأهلة التي إستفتادت منها الدول العربية والإفريقية والأوروبية والدول العظمى بينما يدير شئون أهم المؤسسات لدينا في السودان أشخاص لا يتمتعون بنسبة 1 ٪من رؤى وإستراتيجية متخصصة في تلك المؤسسات التي يتولون زمام الأمور بها.. والسؤال الجوهري هنا كيف لبلاد مثل السودان يمتلك ثروة حيوانية ومعدنية ونباتية وبترولية أن يعاني من ضائقة مالية أو ديون خارجية… شئ مؤسف جدا أننا لم نوكل وزارتي المالية والصناعة لوزير (مجنون) وزير يتمتع بصفات الرجل البارع وبمقدرته توظيف منتجات السودان التي تنهب وتصدر كخام ويصنع في الدول التي تمتلك عقول مجنونة تسعى لمحو سودنة معظم منتجاتنا. ألم أقل لكم نحن بحاجة لوزير مجنون يستطيع أن يقفز بنا من مربع التصدير الخام إلى قمة الإنتاج المحلي ولرفد خزينة الدولة وأيضاً نحتاج لوزير مالية مجنون يستطيع أن يوظف أموال الدولة ويحرك الإقتصاد ويدفع بعجلة التنمية البشرية أولا ويجسد ذلك في العملية التعليمية والتكنولوجية والصحية ونربط أضلاع المثلث الجنوني بوزير الإستثمار الأكثر جنونا من رفقائه الوزيرين السابقين ووزير الاستثمار في أي دولة يضع خطة تبادل الخبرات مع الدول والمنافع مع المستثمرين الأجانب والمحليين تنص على ضرورة المساهمة في بناء وتنمية المجتمع وتطوير المرافق والخدمات نظير تزليل العقبات وتسهيل الإجراءات ،وفقا لقوانين الاستثمار في السودان وبإمكانه المساهمة في رفد خزينة الدولة بأموال طائلة وهنا تكتمل أضلاع المثلث الجنوني للوزراء الثلاثة…..
وكم من مجنون مبدع يفوق بإبداعه خيال الآخرين.
وهنا لابد من أشير للشاعر السوداني الكبير إدريس جماع المبدع ويقال أنه مصاب بجنون الإبداع…
قصة أبيات شعر من أشعاره:
يقال أن الشاعر إدريس جماع ذاهب في رحلة علاجية إلي المملكة المتحدة (لندن)
وفي المطار قابل عريس وعروسته فأعجبته العروس فبقي ينظر إليها فغار العريس وبدأ يغطي في عروسته من تحدق ونظراته فهو مفتون بالعيون دائمآ فقال جماع ناشدا :
أعلي الجمال تغار منا؟
ماذا علينا إذا نظرنا؟
هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعني
دنياي أنت وفرحتي
ومني الفؤاد إذا تمني
أنتي السماء بدت لنا
وأستعصمت بالبعد عنا
فسمع هذه الأبيات الأديب المصري محمود (العقاد) فسأل عن كاتب النص ومن قال هذا الكلام؟
فقالوا له شاعر سوداني إسمه إدريس جماع فسأل إين هو الأن ؟
فأجابوه في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية ” التيجاني الماحي مستشفي المجانين”.. يتلقى العلاج…
فقال هذا مكانه لأن هذا الكلام لايقوله عاقل
وعندما وصل جماع إلي لندن كان للممرضة الإنجليزية عيون جميلة فأصبح ينظر إليها حتي خافت وأخبرت مدير المستشفي بذلك فأمرها أن تلبس نظارات سوداء وعندما رأها شاعرنا أنشد يقول
السيف في غمده لا تخشي بواتره
وسيف عينيك في الحالين بتار
وعندما أخبرت الممرضة بالمعني بكت
ويقال هذا أبلغ بيت شعر في الغزل في العصر الحديث
والروايات في ذلك كثيرة
رحم الله إدريس جماع
نحن بحاجة لشخص مجنون يحكم البلاد ألا توافقوني الرأي؟!!
إمتهن المهنة وفقا للفكرة التي تؤمن بها وتبدع فيها بجنون الإبداع والشقف وإلا ستكون محنة على البلاد والعباد.
سنواصل في مهن ومحن بإذن الله تعالى