حوار مع نائب حاكم دارفور د. محمد عيسي عليو
المصفوفة السياسية الأخيرة في اتفاق جوبا ليست عصا موسى من المهم جدا إنشاء حكومة مدنية ولكن ….؟
هذه وصيتي لأهل الشرق …
*حوار : ماجدة عدلان
أكد نائب حاكم إقليم دارفور محمد موسى عليو أن مصفوفة السلام الأخيرة يعول عليها كثيرا للوصول الى تنفيذ البروتوكولات الموقعة بين الاطراف وتنفيذ ما اتفق عليه، ونفى وجود اشتراطات مسبقة من ضامني اتفاق جوبا تتعلق بحتمية تكوين حكومة مدنية وتحقيق التحول الديمقراطي قبل تمويل الاتفاق، وقال إن الضامنين لا يشترطون وإن الأمر لا يقبل التسييس والاشتراطات وقال ان هذه المصفوفة ليست عصا موسى لتحل كل المشكلات لكنها ترس صغير في دولاب السودان الذي يمتلئ بالمشاكل منذ ستين عاما من عمره السياسي، واشار الى ان اتفاق جوبا لم يتجاوز العامين بعد.
وعن سؤاله عن تورط الحركات المسلحة في الصراعات الدائرة في دارفور قال ان هذه تظل مجرد اتهامات فقط وقال ان الحركات ملتزمة التزاما كبيرا تجاه عدم الدخول في صراعات قبلية او اهلية واشار الى ان ما يحدث من صراعات هي افرازات للنظام السابق واشار الى ان الاعلان السياسي ينبغي ان يكون في اطار المعالجات وليس المحاصصات لأن الحديث ينصب الآن على ضرورة وجود حكومة تكنوقراط بمسؤوليات محددة.. الحوار مع عليو تطرق لكثير من الموضوعات الهامة جدا نتابعها من خلال المحاور التالية:-
بداية د. موسى عليو دعنا نبتدر هذا الحوار من ختام اجتماعات ورشة جوبا والمصفوفة الاخيرة التي
نتجت عنها.. ربما البعض يعول على المصفوفة باعتبار انها قد تكون مهمة لحل الازمة السياسية المعقدة.. كيف تنظر لها انت؟
نعم اعتقد ان اهم شيء حدث في ورشة جوبا هو امكانية تنفيذ البرتوكولات التي تم التوقيع عليها في اتفاق سلام جوبا وهذا بالطبع يعني ان تعمل الحكومة والمجتمع الدولي بجهد اكبر لتنفيذ هذه البرتوكولات وتنزيلها على ارض الواقع ببرامج زمنية محددة، والمصفوفة وضعت الاطر الزمنية الجديدة لتنفيذ هذه البرتكولات كما انها اكدت امتلاك الجميع للارادة السياسية لدعم تنفيذ الاتفاق.
*تحدث حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي عن دور الضامنين للاتفاق مثل الترويكا والاتحاد الاوروبي خاصة وان هذه الدول اشترطت مساعداتها بمسألة التحول الدايمقراطي واقامة الدولة المدنية المنشودة.. ما تعليقك؟
ابدا الضامن لايشترط ذلك وليس بالضروره الاشتراط ووضع قيود واشتراطات والضامن يمكنه متابعه شق تنفيذ البرامج وشق آخر في نفس الدولة يتابع موضوع التحول الدايمقراطي اذن علينا ان نعرف ان الضامن في اتفاق جوبا لا يسيس الأمر.
*اذن سيد عليو هل هذه المصفوفة هي عصا موسى لحل الازمات السياسية والاقتصادية المتراكمة والمتزايدة؟
هذه المصفوفة ليست عصا موسى لأن هذه الاتفاقية كلها عبارة عن “ترس” صغير في دولاب مشاكل السودان المتجزرة والتاريخية التي يزيد عمرها عن 60 عاما واتفاق سلام جوبا لا يزيد عمره عن سنتين اضف الى ذلك ان المشكلة السودانية هي صراعات حزبية سياسية وهي التي اقعدت السودان اذن لابد من التقارب والاتفاق على برامج محددة لإنهاء الأزمة السياسية. وأستطيع القول بالإيجاب ان هذه المصفوفة تمثل طوق نجاة خاصة ان البعض انتقد عدم تنفيذ البنود والقرارات المتفق عليها وهي مشروطة في الاتفاق وفي الاجتماعات مع الضامنين والمسهلين.
* يقول المراقبون انه لم يحدث جديد فيما يتعلق بالاتفاق منذ انقلاب 25 اكتوبر سوى مزيد من المحاولات المستمرة من قادة الحركات لاقتسام كعكة السلطة مع العسكر.. ما رأيك؟
نعم للأسف ان الحركات دخلت في الصراع وكان عليها ان تقف بعيدا او تنأى بنفسها عن هذه الصراعات لأنها ليست احزابا وهي حركات لديها اتفاقيات كان عليها ان تبتعد من هذه الصراعات الى ان توفق اوضاعها سياسيا.
اضف الى ذلك لدينا طرفان وطنيان قوى الكفاح المسلح وحكومة المركز فاذا قامت حكومة المركز بدورها كاملا وقامت هذه الحركات بتوفيق اوضاع منسوبيها وقراها ومناطقها في مسألة الخدمات وانشاء القوانين وتوفير الأمن حتى يكونوا آمنين في مناطقهم وفي قراهم وان يحظوا كذلك بخدمات متطورة ولكن في موضوع استحقاقات دارفور فقد حدث نكوص لما اتفق عليه الضامنون والمسهلون وهنالك 950 مليون دولار في السنة لم تحضر بعد ولم نر منها فلسا واحدا.
*البعض يشير إلى ضرورة تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن حيث صرحت قوى التغيير بذلك بالاضافة الى قوى سياسية اخرى ما رأيك؟.
طبعا لابد ان يكون هنالك تشيل حكومي قريب خاصة ان كل القوى السياسية مجتهدة وضاغطة لتشكيل حكومة اجماع معها كل السودان ودارفور من خلال اتفاق جوبا. وتنفيذه وبالنسبة للأحزاب فالسودان منذ الاستقلال هناك احزاب معارضة وهذه المعارضة مهمة لأنها تطالب بالحقوق وتدافع عن قضاياها وعن مشروعاتها وعن طرحها.
* ما رأيك بتصريحات حزب الأمة حول تصريحات قادة العسكر حول العملية السياسية فيه اضطراب وتناقض واضح جدا؟
ما يهمنا في هذا الامر هو لابد ان يكون هنالك جهد مبذول لتقارب القوى المدنية حتى نتأكد من مصداقية العسكر لابد ان تتقارب القوى المدنية فمنذ الاستقلال توحد السودانيون وأجبروا الانجليز على الخروج من بلادنا وعلينا فقط ان نلوم انفسنا لعدم توافقنا من زمن بعيد.
دعا حاكم اقليم دارفور المانحين الى الوفاء بتعهداتهم لدعم تنفيذ سلام جوبا ما تعليقك؟
اعتقد ان كلامه صحيح لابد ان تلتزم جميع الاطراف بالاتفاق وبالبنود التي طرحت لأن عدم الايفاء بالالتزامات هو الذي اقعد بالاتفاق خاصة فيما يتعلق بمسألة الترتيبات الأمنية.
*هنالك بعض التقارير الأممية تتحدث عن أن الحركات المسلحة تمارس انشطة غير قانونية واجرامية في مناطق دارفور وليبيا؟
هذه تظل اتهامات لكن الحكومة يدها طويلة والحركات ملتزمة التزاما كبيرا وانا قبل فترة قصيرة كنت في الجنينة واشتكيت من جندي بالجنينة لم يلتزم بالقوانين وقد قمت بتبليغ الجهات المسئولة وقد تم القبض عليه فورا. أقول لك هذه الحركات ملتزمة بشكل كبير اضف الى ذلك ان ما يحدث من صراعات في دافور هي افرازات النظام السابق تتمثل في النهب المسلح والصراعات الأهلية. الآن تساعد الحركات المسلحة في حفظ الأمن في شمال دارفور وغيرها.
* محمد حمدان دقلو اكد في تصريحات صحفية ان مجيء الحكومة المدنية هو الحل اتوافقه الرأي ؟
نعم الثوره قامت لأجل الحكومة المدنية ولابد من اعطاء الدايمقراطية وقتا اطول حتى نتخلص من خطر تغول العسكر لابد من تمدد مساحات الدايمقراطية اكثر حتى نصل للحكومة المدنية التي يسعى اليها الكل.
*سيد عليو البعض يتساءل عن الإعلان السياسي هل هو تقاسم للكعكة أم محاصصة أم معالجات؟
طبعا المفروض يكون معالجة لكن المعالجة غير واضحة اذن هل هي محاصصة ام لا .. لا أحد يعرف.. الاتفاق ينبغي ان يكون معالجة وخاصة ان الحديث منصب عن حكومة كفاءات، اي كفاءات محايدة تكنو قراط.
* هنالك ترحيب دولي واسع بمخرجات مؤتمر شرق السودان لما له من أهمية؟
للأسف ثقافتي في موضوع الشرق ضعيفة لكن اوصل رسالتي لأهل الشرق واوصيهم ان يتوحدوا من اجل تنفيذ مطالب الشرق لأن الشرق شريان السودان البحري وفيه خير للبلاد كلها وقد ظل شرق السودان مظلوما من التنمية والخدمات لزمن طويل وظل الفقر والمرض يفتك به.