بشفافية
كتب : حيدر المكاشفي
في الأنباء أن الخبیر باللجنة الفنیة للمطاط والبلاستیك بالھیئة
السودانیة للمواصفات والمقاییس إسماعیل إسحق، حذر من خطورة
استخدام الكیس الأسود. وقال الخبیر إن البلاستیك المرتبط بالاغذیة لا
یحتوي على مواد ضارة بصحة الإنسان وھو مایسمى “ فوود قریت“،
مشیرا إلى أن البلاستیك رخیص ومتوفر ویحل مشكلة ویمثل بدیل
لبعض المنتجات الغالیة، مؤكدا أن الھیئة العامة للمواصفات لدیھا
مواصفات خاصة بالنسبة لأكیاس البلاستیك، محذرا من أن الكیس
الأخرى فھي صحیة لأنھا مصنعة من مواد معینة ولیس بھا إشكالیة.. الأسود ھو أخطر أنواع البلاستیك.أما بقیة الأكیاس ذات الألوان
انتھى كلام الخبیر حول خطورة وأضرار الكیس الأسود، وبقیت لنا
كلمة حول كیس آخر ھو أیضا خطیر ومضر، ذلكم ھو كیس العریس
المعروف في المقولة الشھیرة (العریس النفض الكیس)، فھذا الكیس
مرتبط بالاعراس، وكانت الاعراس عندنا ترتبط بیوم الخمیس، لما
للخمیس عند السودانیین عامة من وقع خاص وبالأخص عند
الموظفین، فھو الیوم الذي تعقبھ عطلة الجمعة وأضیف لھا لاحقا
السبت فتضاعفت أھمیة الخمیس، فصار یوما للاسترواح والبھجة
والمسرة حتى أنھ أصبح الیوم المفضل لاقامة مناسبات وحفلات
الزواج، وفي ذلك یقول بعض الساخرین ( الخمیس صفقة ورقیص)
ویقول آخرون (خمیسك ولو تبیع قمیصك)، فیما یقف آخرون في
الضفة الأخرى المناقضة لھؤلاء فیقولون عنھ (الخمیس فرح
المطامیس)..وغالبا ما یكون یوم الخمیس باعتباره نھایة الاسبوع خالیا
من السیاسة، لا برھان فعل ولا حمیدتي ترك، ولا كباشي قال، ولا
مناوي ورجغ، ولا اردول نعق، ولا جبریل طنطن، ولا ترك خرمج،
وفي یوم العرس دائما ما تجد العریس(ضارب لخمة) ومتوتر وقلق لا
یستقر بھ المقام على حال أو وضع، یقوم ویقعد یخرج ویدخل ویبرطم
ویطنطن، ویبدو أن ھذه حالة سببھا أن قرار الزواج یجئ في زمنالأزمة الاقتصادیة والمالیة الخانقة وانعدام الكاش الذي یقلل النقاش،
وحینھا تتجسد لك عیانا بیانا عبارة (العریس ال(نفض الكیس )،
ویضیف الیھا البعض ولعن ابلیس، وھي العبارة التي درج السودانیون
على تعظیم شأن العرسان واعلاء قدرھم بھا في لیلة زفافھم، مفاخرین
بخطوتھم الموفقة في الانتقال لدنیا جدیدة
ومرحلة جدیدة، متمنین لھم كل الخیر والتوفیق والسداد، ولھم في
ھذه أیضا عبارة مشھورة ( تغلبھا بالمال وتغلبك بالعیال )، ھذا تقریبا
ھو المعنى العام لعبارة ( العریس النفض الكیس )، أما ماھو ھذا
الكیس وماذا كان یحتوي قبل أن ینفضھ العریس ولماذا نفضھ، فذلك
ما لا أستطیع الجزم بھ ولم أعثر لھ على مناسبة أو قصة، ولكن
یرجح عندي أن الكیس كان كیسا ممتلئا بالنقود صرف منھ العریس
للاعداد لمناسبتھ وتجھیزاتھا بأفضل ما یكون، صرف من لا یخشى
الفقر حتى أتى على ما بالكیس عن آخره، ثم رفعھ عالیا ونفضھ
أمام الملأ لیشھد لھ الجمیع بأنھ لم یبخل بشئ، بل صرف حتى لم
یستبق شیئا، والله والحبوبات أعلم..وفي ذلك قال شاعر حلمنتیشي
یرثي حال أبو العریس..
أنا أبو العریس
النفضو ورماھو الكیس
خلاھو واقع ھردبیس
الناس مبسوطة بین صفقة ورقیص
وأنا أحسب في الدیون أعبر وأقیس
یا ناس لمیس
جبتولي كل الصعالیك الفي البلد
واحدین ھبل واحدین مطامیس
وھاك یا بلع ھاك یا رقیص
فنانة عاملة زي المزیكا تعوي وھي بتنیص
رزق المساكین في المجانین
وقروشي راحت في اللغاویس..ومبروك یا عریس..