الربع تنادي أبنائها عزة ونخوة
نقاط الحروف
أشرف محمد السيد – جدة
- الربع تنادي أبنائها عزة ونخوة
منطقة الرِبع (بكسر الباء) تقع جغرافياً في أقصى الجزء الشمالي الغربي من مشروع الجزيرة، تتوزع سكانياً بين ما يقارب الخمسين قرية تتعايش بحب مع مجموعة من الكتابي، يمتهن أهلها الكرام التجارة والزراعة وتربية الماشية، هذا غير التدريس والطب، وكثير من الأعمال الإدارية والوظيفية.
ينامون بهدؤ وأمان، ويصحون بصخب وضجيج منذ ساعات الفجر الأولى ليملأوا مساجدها صلاة وذكر وتلاوة قبل أن يتوجهوا بكل نشاط وحيوية إلى أماكن اعمالهم بعد أن يتفقدوا جيرانهم ويطمئنوا أن الحياة تسير بهدؤ كالعادة.
منذ زمن بعيد أعتادت قرى ومدن السودان عموماً أن تعتمد على أبنائها في تطوير خدماتها وبناء مرافقها التعليمية والصحية وحتى الرياضية وإنشاء الطرق من أجل تلقى خدمة كريمة يستحقونها في ظل ظروف اقتصادية قاهرة اكلت الأخضر واليابس وقضت على كل موارد الدخل الضعيفة بكل اصرار وجهل.
أروع ما يميز منطقة الربع أنها تضم بحنو كل فئات المجتمع والوانه السياسية والرياضية والفنية بكل محبة ولطف في تمازج رائع يجمله الاختلاف والتنوع ويقويه تفرد العلاقات الاجتماعية الرائعة.
مؤخراً انطلقت قاطرة شباب خريجي الجامعات والمعاهد العليا بالمنطقة بهمة ونشاط لتطوير المنطقة ورفع خدماتها بما يليق بانسانها ومواطنها، على الرغم من أن هؤلاء الشباب فردوا اياديهم لخدمة المنطقة منذ تاريخ بعيد الا أن هذه الانطلاقة العملاقة شملت انشاء مشاريع عملاقة على رأسها بناء وتطوير مستشفى الربع ومبنى الطوارئ بصفة خاصة والذي تم انشاؤه في منتصف سبعيات القرن الماضي، على الرغم من مركزية الخدمة الا أن هؤلاء الاشاوس وضعوا اياديهم وقلوبهم وعقولهم في وحدة وتآلف منقطع النظير من أجل تقديم هذه الخدمة الصحية العظيمة.
بعد أن نجحوا في توحيد كل شرائح المنطقة من تجار ومزارعين وموظفين ومغتربين من أجل توحيد الجهود لتحقيق رؤيتهم وأهدافهم التي تنادوا من أجلها.
تخطت مرحلة تشييد مبنى الطوارئ وضع الأساس والانتهاء من بناء العظم بكل نجاح، تم ذلك على الرغم من انغماس كثير من أبناء القرى في بناء مدارس ومستوصفات ومشاريع مياه شرب بمقاييس عالية في قراهم، لم يبخلوا على أهلهم بكل ما يملكون من مال وفكر ووقت وجُهد بكل تجرد وانسانية.
اسمحوا لي سادتي أن ارفع لكم القبعات تقديراً وعرفاناً وشكراً لما بذلتموه من غالي ونفيس من أجل منطقة الربع، و دعوني اهمس لكم مخاطباً كرمكم الفياض وشهامتكم الكبيرة أن مشوار الألف ميل من هذا المشروع لم تتبقى منه سوى الخطوات الأخيرة لتكتمل تلك اللوحة الفريدة وينعم أهلنا بتلقى الخدمة الصحية التي يستحقون.
المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يجد بعض البطلات الكنداكات يقدن حملات تطوع ضخمة جمعن من خلالها مليارات الجنيهات من أجل بناء منازل او تجهيز كيس الصائم أو سداد فواتير علاج أو حل مشاكل مالية للكثير من المحتاجين، انهن مثال رائع للإنسان السوداني الذي ينزع النجاح من فك الظروف الحالكة بتحدي وقوة تستحق الفخر والاعتزاز، ولا شك أنكم تملكون من مقومات النجاح ما يرفعكم إلى مصاف أبطال التحدي، هلموا اخواني الكرام لتكملة باقي المشوار الذي بدأ بروح التحدي ويستمر بنفس الروح العالية.
a_elsayid@yahoo.com