براءة قلم
نفيسة وادي
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه الذي وفقنا على مواصلة مشوار الحلم الطويل منذ تأسيسه منذ العام 2014 نادو ميديا للخدمات الصحفية و الإعلانية تصنع الأخبار الخاصة والحوارات على الوسائط المتعددة ولكننا رأينا من الأفضل تأسيس موقع إلكتروني بمعايير توثق للتجربة وفقا لمتطلبات العصر الحديث أي الصحافة الإلكترونية نسأل الله أن يجعلنا من الذين يصنعون محتوي إعلامياً هدفه خدمة البلاد والعباد وأن ننظر لقضايا الناس ونبني لنا مساحة صغيرة في وجدان الشعب السوداني الأبي.
وهنا المساحة لاتسعني إلا أن أشكر الله ورسوله وأشكر الناس الذين كانوا ولا زالوا السند لنا من فارق الحياة له الرحمة والمغفرة.. وللذين يقفون معنا خلف الكواليس بالأفكار والرؤية الفنية والمهنية والاستراتيجية التي تتماشى مع رؤية الصحيفة.. والشكر خااااص للزملاء والأساتذة الكتاب والشكر أخص بالشكر رواد الأعمال من الشباب و المتابعين والأهل والشكر والتقدير للقراء جميعكم دون فرز أنتم نقطة ضوء في حياتينا ..جزاكم الله خيراً.
بالطبع مهنة الصحافة شاقة وممتعة للغاية ولكنها تحتاج للمصداقية ووفاء وحب الوطن والإحساس بألم الغير حتى يتثني للصحفي تجسيد الواقع الذي يريد أن ينقله بل يسهم في معالجته ولفت نظر المسئولين بعيداً عن العصبية والإنتماء لكيان أو جهة وهذا يتطلب منا التجرد من كافة أشكال التمييز بين الناس وقبائلهم وألوانهم السياسية. وكثير من الأحايين يتطلب منا خلع روب الصحافة وتقديم نفسك لنفسك وللغير بأنك بن آدم فقط (فلان بن فلان) حتى تستطيع أن تدمج في حياتك أشخاص من العائلة أو الحي أو المجتمع والبيئة التي تحيط بك.. وفي أوقات أخرى تحتاج أن تلبس نفس العباءة في ذات الوقت والشخص والمواقع والمهن والمجتمع لتدافع عن الحقيقة التي باتت تغلف في كل المهن أو بعضها في المواقع و المجتمع. وهنا ستجد نفسك في “وش المدفع” مع أقرب الناس إليك وأحب الناس وأميزهم، وأخص الأماكن والمؤسسات التي تربطك بها أكثر من علاقة شائكة والتي قد يحدث شرخا في هذه العلاقة المميزة بسبب الحقيقة المرة التي تدافع عنها أي تبحث عنها أو ترفض بعض السلوك المنافية للقوانين التي تحكم تلك المؤسسات وتجيز حفظ كرامة المواطن والوطن.. وغالباً تجد نفسك مضطراً للمغادرة أو بتر تلك العلاقة التي لا تنظر للحقائق بعين الاعتبار… بل تسعى لتحريفها على الرغم من علمها التام بأنك على حق وإنك كصحفي ملم بهذه القوانين التي تحكم وتدير وتحكم المجتمعات والمؤسسات وأنك لبست روب الصحافة وأشهرت قلمك للتو لأنهم لا يريدون تفهم هذة القوانين البسيطة التي تحفظ كرامة الإنسان وتحمي الأطفال وتطيب جراح الوطن المكلوم.
نعم العمل عبادة ولكن إن لم تتقن عملك وفقاً لما يرضي الله فلم تفلح في عملك قط بل تخلق نوعاً من الفجوة أو الخلل فى أهم عنصر من عناصر قواعد المهنة وهو ميثاق شرف مزاولة المهنة إن كنت صحافيا تحري الدقة والمصداقية حول قضايا البلاد والعباد ولكن لا تغمض عينيك عن الحقيقة التي تسأل عنها يوم القيامة لأن المجتمع في حاجة ماسة لك كصحفي في مراقبة الزيف الذي بات ملازما لأهم المهن
و إن كنت معلما فكن شعارك الصدق لأن لسانك الذي تنطق بها حروف اللغة العربية التي نزل القرآن الكريم بها ووصفت بأنك رسول العلم والمعرفة تجبرك على أن تكون صادقاً وفيا أمينا دقيقاً هاشا باشا أمام الأطفال الذين يلتفون حولك من أجل تلقى العلم من القدوة في مجال العملية التربوية والتعليمية.. فما بال إن فسد الملح فمن الذي يقوم بفسد( الفاسد)… إن كنت معلما لاتكن شعارك أن تجني مرتبك فقط وأنت رافعا سوطك ” الخرطوش” للطلاب والطالبات في الفصل وتضربهم وتزجرهم تتلفظ بألفاظ يسألون ذويهم عن معناها عندما يعودون إلى بيوتهم…لا تكون هكذا بهدف أن تجد القبول بأنك شخص موالي للمؤسسة أو جاد فضرب الأطفال يجعل القلب قاسيا فكيف لقلب متحجرا أن يكون رسولا للعلم؟؟ وحرم ضرب الأطفال حتى يصلون سن الإدراك؟؟
وهنا هل يصمت الصحفي؟؟!!
وإن كنت طبيبا فكن إنسانا رسولا للإنسانية ورقيق القلب..تعامل مع المرضى كأنك رسولا للعافية… فكيف لطبيب.. يؤدي قسم المسئولية المهنية أي مزاولة المهنة ويرفض أن يستلم مريض يتألم لكونه لم يدفع ثمن أي رسوم التذكرة تكاليف دخول المستشفى الخاص الذي يعمل به… أويرفض دخوله عيادته الخاصة لأن ذويه لم يمتلكون الكاش وهو ليس لديه حساب( بنك).. أين الإنسانية للصيادلة الذين منحت لهم صلاحية الإفتاء في روشتة الدواء فوق أحقية الطبيب.. وهم يخرجون ذوي المرضى من الصيدلية و مريضهم في حوجة ماااسة للدواء بحجة أنهم لا يستلمون المبلغ عبر بنك من طرف ثالث.. أي أن يكون حامل الروشتة هو لديه بنك طيب لو الزول ده مابعرف بحول الحل شنو؟إمتهن المهنة ولا تكون محنة
نواصل في مهن ومحن ……
nadom738@gmail.com