بشفافية
كتب: حيدر المكاشفي
ارتقى الثلاثاء الأول من أمس الشهيد ابراهيم مجذوب، إثر إصابته بعيار ناري في الصدر، اضافة الى اصابة عشرات آخرين بعضهم حالته خطرة، خلال الاحتجاجات السلمية التي شهدتها مدن العاصمة الثلاث، ونظمتها لجان المقاومة تحت شعار (مليونية ختام المهزلة)، لإنهاء الانقلاب ومهزلة الحكم العسكري، وكانت قوى الأمن والشرطة نشرت اعداد كبيرة من الجنود والضباط في مناطق تجمع الاحتجاجات بكل من الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، كما أغلقت الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث، قبيل انطلاق المواكب، وفي أحد هذه المواكب (موكب منطقة شرق النيل)، سقط الشهيد ابراهيم مجذوب بعد اصابته برصاص حي صوبه نحوه مباشرة في الصدر ومن مسافة قريبة جدا أحد ضباط الشرطة، متعمدا قتله مع سبق الاصرار والترصد ، ووثق الثوار تفاصيل الحادثة عبر فيديو متداول بكثافة، استمطر لعنات الملايين من داخل البلاد وخارجها على الشرطة، لفعلتها الدنيئة والخسيسة، وكانت محاولات قد جرت بواسطة رفاق الشهيد لاسعافه بمستشفى شرق النيل،
لكنه فارق الحياة بعد وصوله إليها، ليتم بعدها نقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى أم درمان التي شهدت تجمعا غاضبا
للمئات، وغير الشهيد ابراهيم مجذوب وقعت اصابات عديدة بين المحتجين السلميين بعضها اصابات خطرة، نتيجة العنف المفرط واطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.. الرحمة والغفران للشهيد ابراهيم ولكل شهداء الثورة السودانية، وأصدق آيات التعازي لأسرته ورفاقه وأصدقائه ولكل معارفه وكل السودانيين والسودانيات في هذا الفقد الجلل، والعار والشنار للقتلة ولاعقي الدماء واللعنة المستحقة عليهم جميعا والتي حتما ستحل عليهم طال الزمن أم قصر..
يقيني الذي لا يتسرب اليه الشك بدلالة عدد من الشواهد، ان الضالعين في قتل الثوار من الشرطة وغيرها من نظاميين، هم إمّا فلول النظام البائد داخل هذه الاجهزة النظامية التي تحتشد بعناصرهم كما هو معلوم، أو أنهم فلول من خارج هذه الاجهزة يندسون في صفوف عساكرها بعد ارتداء زيهم واستغلال عرباتهم واسلحتهم، وللأسف يتم ذلك إمّا بعلمهم وتواطئهم أو في غفلة منهم، وفي الحالين غير معفيين من المسؤولية، واذكر جيدا حادثة تعضد وتؤكد ما ذهبت اليه، ففي الانتخابات التي جرت عام 2010 ولكي يسيطر النظام على هذه الانتخابات ويسيرها على هواه، جهز عدد كبير من العناصر التابعة لهيئة العمليات التابعة بدورها لجهاز الأمن، والبسوهم زي الشرطة وامدوهم بسلاحها وغيروا لوحات عرباتهم بلوحات عربات الشرطة، ومن بعد ذلك نشروهم على مختلف مراكز الاقتراع، بدلا عن عناصر الشرطة المسؤولة اصلا عن حماية مراكز الاقتراع ، وبالفعل حلوا محل الشرطة التي أزاحوها جانبا ليخلو لهم الجو لاداء الدور المرسوم لهم..ولهذا نقول بل ونؤكد ان فلول وعناصر النظام البائد، سواء تلك المنتشرة داخل أجهزة الدولة المختلفة وخاصة الاجهزة الامنية كافة، أو تلك خارج الاجهزة الرسمية بانتحال شخصية الشرطة كما كانوا يفعلون في عهدهم الكالح، هم من وراء استهداف الثوار وتعمد قتلهم بهدف اجهاض الثورة بتحجيم فعالية الثوار، واذا كانوا ينتحلون شخصية الشرطة حتى في عهدهم، فبالضرورة يكونون أحرص على هذا الانتحال بعد الثورة التي اسقطتهمالثورة التي اسقطتهم..