- أشرف محمد السيد – جدة
وزارة التنمية في وحل الفساد (٣).
يواصل الدكتور محمد الأمين علي توثيقه لكثير من مظاهر الفساد التي كان شاهداً عليها، وحاضراً لأحداثها، وقريباً من تفاصيلها، وعارفاً بخباياها واسرارها، بل داخل الوزارة نفسها فهو ما زال يعمل بها حتى هذه اللحظة.
يواصل في سرده.
وتمر الايام وبعض الموظفين الذين يمتلكون القدرات الادارية حتي من بني الحزب الحاكم يُحاربون بنفس حجة المجنون مع المحامي الذي اوصاه بان لا براءة له الا ان يدعي الجنون، وعندما تحققت البراءة وجاء لاداء الواجب امام المحامي مثل بنفس خطة البراءة، وهكذا اصبحت ادارة الفساد مقننة، البعض يستحل المال العام بصرف خمس مرتبات وحوافز يومية، والبعض لا يملك قوت يومه ولا يستطيع ان يدافع عن حقه المسلوب.
الصلف والغرور سيد الموقف، الكبرياء والاحتقار وعدم احترام القانون حتى ظهر ذلك جلياً علي مستوي الاحياء والمساجد، فصارت السرقة العنوان الأعلى، واصبح شراء الشقق علي المستوي الدولي تركيا ومصر ودول أخرى.
انا هنا اشير الي موظفين وليس رجال أعمال، ومن المواقف التي اذكر تفريغ احد الموظفين لمدة ثلاثة سنوات بصحبة سيارة الحكومة، وهو من حملة الشهادة السودانية، وكان هو الناطق الرسمي باسم الوزارة، وصاحب هذا قرارات كوميدية كثيرة، وشر البلية مايضحك. واصبحت الحكومات تتغير كل شهر، حتي جاءت حكومة كفاءات ايلا وعينت امرأة لاتجيد وضع الكرسي علي المنضدة، ولاتعرف الامساك بالقلم، فتقسم بني المؤتمر الوطني الي كتل بعضهم خبراء اجتماعيين مزورين للشهادات العليا، وبعضهم حرس لهم، وبعضهم قواد للنقابه ينهشون في بقايا الثروة مدعومين من قادتهم بلامنهج ولا مراعاة لهذا الشعب المغلوب علي امره، حتي لا يأتي احد ويزين ما كان قبل التغيير، حتي بعد التغيير سنكتب الحال المائل الذي ادي الي عودة الفاسدين الذين خططوا للعودة بالرجوع بغطاء الدين، صيام الاثنين والخميس وقيام ليلة الخميس، معتقدين ان ذلك سينطلي علي الشعب الذي وعي الدرس وٱثر الموت علي الذل، المتغطي بثوب الفضيلة وحتي من جاء بعد التغيير واللجان المخترقة ومناديب اليونيتامس، ولكن سيظل اهل الحق علي يقظة، وكلما خبت جهة استيقظت أخرى، وسنفضح الامر بالتفاصيل اذالم يرجعوا عن ما يفعلون.
الى هنا انتهى حديث الدكتور.
ما قام الدكتور محمد الأمين بتوثيقه على صفحته في الفيس بوك، ونشره على كثير من وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام يُعد خطوة شجاعة لفضح الفساد الذي حاربه جهاراً من خلال احاديثه المتكررة في مسجد الوزارة، لم يخاف في الحق لومة لائم، ولم تكسره التهديدات، ولعمري هذا ما نفتقده حتى نعمل على تصحيح واقعنا المرير الذي اكتوى بالفساد والمفسدين.
a_elsayid@yahoo.com
زر الذهاب إلى الأعلى