الخرطوم: نادو نيوز
سطر الشريف الدكتور عمارة بن الشيخ الشريف إبراهيم صالح الحسيني، سطور من نور في حق الشيخ الكامل الشريف يعقوب سليل الدوحة التجانية، والحضرة النورانية ،صاحب دار المراية التجانية.
أبدع الدكتور عمار في توصيف علاقة الشريف يعقوب بمحبيه ومريديه ودفق غزير مداده في وصف انشطة الزاوية ومجالسها ونفحاتها الإيمانية المعتقة بحلقات الزكر تلاوة مطالع الجمال في مولد إنسان الكمال.
وضح الدكتور عمار في كلماته التي أطلق عنونها ب(كلمات قبل الوداع)و استهلها بأيامي مع العارف بالله الشيخ الشريف يعقوب أمبدي التيجاني في زاوية دار المراية التيجانية وضح فيها الوشائج والعلائق التي تربط الشريف يعقوب مع والده الشريف إبراهيم صالح الحسيني .
وتكتب الشريف الدكتور عمارة بن الشيخ الشريف إبراهيم:
الزاوية التيجانية مرايا – (كلمات قبل الوداع)
بتاريخ 29-3-2023 ، حي المعمورة الخرطوم.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سلك نهجهم ووالاهم إلى يوم الدين.
يقول أهل الذوق ، والزم مجالس من صفت أوقاتهم في الذكر لا من في المدارك قدوطفا وإذا. دنوت إلى معاهدهم فقل أسلمت وجهي طالبا متكففا
الشيخ الشريف يعقوب علم من أعلام الإسلام ، رجل جمع الله فيه العلم ، والتقوى ، والعمل ، والإصلاح ، والصلاح ، تتزين النور والبركة والبشائر والخيرات في مجلسه الذي لا يعرف له صوتا يعلو فوق صوت الإسلام والإيمان والإحسان ، فكان همه الأول وديدنه وغاية مسيرته نقل المريد من الغفلة إلى الذكر ، ومن الدنيا إلى دائرة الحياة في روضة الإستغراق في تذوق حلاوة جمال وقدر عظمة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
كان الشيخ الشريف يعقوب ولا زال على العهد التيجاني بمدد سيدنا رسول الله من خلال تلكم الرؤية الثاقبة المتكاملة السالكة،مسلك أهل الفضل في إعادة دمج المىريدين بمقتضيات العصر بالتراث الإسلامي العريق ، دمجا يعود بنا معشر الأحباب إلى عصر سيدي أحمد التيجاني وغيره من المشائخ الذين جددوا مسيرة الدعوة بالقيم المثلى والأخلاق الرفيعة عقيدة وتطبيقا وسلوكا ومظهرا.
يطابق منهج الشيخ الشريف يعقوب ، منهج أكابر القوم الذين كتب الله لهم المعرفة والوصول والفناء ، فتجلت في صدورهم جواهر فيض المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ترى جمعه وذا الجمع مفرد ، مفرد بهيبة أهل دار المراية ، الذين رأوا في شيخهم عجائب العجائب ، فكل واحد منهم يحب الشيخ ويموت فيه محبة عميقة وتعظيما لما صدر منه من يناببع الهدى والتقى والإسلام ،مجلسه رضي الله عنه يصور ويخيل لك حضرة الحبيب المصطفى بالإلهام وكأنك عايشت معه في أم القرى والمدينة المنورة ، إنه مجلس يتميز به هذا الأسد الغمام الطاهر عن سائر الحاضرين، (مجلس مولد إنسان الكمال) ، الذي يتجلى في الشريف يعقوب حالة إيمانية ، روحية ، يحضر فيه وكأنه في غزوة بدر الكبرى ،.. يبكي الشيخ بقلبه ، ويبكي بروحه ، ويبكي بجسده ، وينكسر إنكسار الصادق الكامل العاشق في حضرة جده صلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهل هذا الفضل وهذا المدد وهذا العطاء وهذا الفيض ، وهذا الكمال ، وهذه الرفعة وهذا الجمال المحمدي ، إلا دليلا يؤكد أن الأمة الإسلامية ، وأمة السودان على وجه الخصوص في رحاب ودائرة مضمومة مبشرة ولا أبالغ إن قلت أن الأمم تتسابق وتتنافس أن تجد مثل هذا العلم والحجة ، وهوالذي يرى الكبير والصغير والفقير والغني على قدم المساواة ، ذلك أن همه الأول هو خدمة الأمة الإسلامية بذاته الطيبة الطاهرة ، فهو ذلك الجبل الشامخ الذي يربي بالإشارة ، تلك الإشارة والبشارة التي لا يعي مقامها إلا المتسلح بنور القرآن الكريم ونور هداية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحضارة الإسلامية ، في أمس الحاجة إلى أمثال الشريف يعقوب الذين يزرعون في قلوب مريديهم سلاح ال إيمان المتجسد في الثقة بالنفس في الحال والمظهر والمقال، فترى المريد بهيئته هو الشيخ وهو المريد ، كمالا في الهيئة وهذا هو حقيقة ميزان التفاوت بين التواضع والتماوت ، رجل بألف رجل وهو أسد الأسود كما أطلق عليه حفيد سيدي أحمد التيجاني بإذن مطلق من الختم ، ألف ببن قلوب الأحباب بالتجديد المتصل المتسلسل ، فكان مرة سمعته يقول للمريدين رجال الله رجال رسول الله ، أنه يجبهم ويموت فيهم ، بل تارة أشار الشيخ الشريف يعقوب أمبدي التيجاني العفيف ، أنه لا يفرق بين أحبابه في السير وأبناءه في الطين.
الشريف العفيف، جدد مسيرة إيمانية روحية ، وحضارة فكرية ، ونضالا مباركا يعجز اللسان والقلم والفكر في سرده ،النية قائمة ، والعلاقة بين هذا البيت وبيت والدنا الشرف إبراهيم صالح الحسيني ذو وشائج متنوعة ، أولا وشيجة الإسلام ، ووشيجة النسب ووشيجة الطريق ، ونبض هذه الوشائج ضمان الحبيب عليه الصلاة والسلام ،
هذه الوشائج الثلاثة قامات محمدية ثابتة ومتجددة بحضرة القطب المكتوم ، وسأحمل في نفسي عبئ تجديد مسيرة الشريف يعقوب وثقافته الفريدة الفذة ، إلى بيوتات أهل الطريق في العالم الإسلامي ، وأن ما كان لله دام واتصل ، وما كان لغير الله انقطع وانفصل ، فقد عرفناكم في الماضي ماضون على مائدة أهل الخير ، ورأيناكم وعايشناكم في الواقع فلمسنا فيكم ذات المقام بل ، ولمسنا منكم الحاضر والمستقبل المبشر ، بكم تحلو الأيام ومجالسكم تتنزل البركة والخيرات .