كوستي : حمد الطاهر/ نفيسة وادي
النفير ، الضرا ، البرش، هي عادات سودانية تعني بالتكافل الإجتماعي، والتعاضد وتقديم ماعندك لغيرك لذلك أظهرت الأحداث والحرب الأخيرة معدن الشعب السوداني الأصيل في إيواء وتقديم يد العون لاخوانهم الفارين من نيران الحرب .
وفى معظم الأحيان تأتي مبادرات العمل التطوعي والإنساني من لمة أصحاب، قروب في وسائل التواصل الاجتماعي، لمة برش رمضان ،وغيرها.
وجاءت فكرة غرفة طوارئ السوق الشعبي من لمة ” برش رمضان ” الذي تحول إلى منظمة إنسانية شعبية بعد أحداث النيل الأزرق وأصبح يستقبل الفارين من الأحداث وتقدم لهم الخدمات المطلوبة من ” غذاء وإيواء وتسفير” بالشراكة مع غرفة النقل الباصات السفرية والحافلات .
وبعد الحرب التى دار رحاها في الخرطوم بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، تشكلت غرفة طوارئ النيل الأبيض، التي تتكون من لجنة المعلمين ، واللجنة الطبية، غرفة النقل الباصات وأستاتذة الجامعات، بالإضافة لبعض المنظمات بينها منظمة كلنا قيم ، منظمة الصفا الخيرية ،بالإضافة لعدد من المتطوعين ورجال الأعمال والخيرين.
وقال مؤسس غرفة طوارئ السوق الشعبي عبد المعبود عثمان ل(نادو نيوز) إن الغرفة ظلت تستقبل الحالات المرضية الطارئة والفارين من الأحداث والحرب وتقدم لهم الخدمات المطلوبة، وأضاف بعد الحرب التي إندلعت في الخرطوم استقبلت الغرفة مايقارب ٣٠ ألف شخص من جنسيات مختلفة ،من إثيوبيا، يوغندا، كينيا، جنوب السودان، زائير، تشاد افريقيا الوسطى ،وسودانيين وغيرهم من الجنسيات الفارين من الحرب ،وقال الغرفة إتخذت من مدرسة الإمام مالك مقر لإيواء الفارين من الحرب وتقديم الخدمات لهم وساهمت في تسهيل عملية سفرهم بواسطة مسؤول التسفير أمين يوسف السنجاوي الذي نسق لهم عبر البصات والحافلات والدفارات عميلة سفرهم إلى وجهاتهم المختلفة. وتقدم عبد المعبود بالشكر للأسر التي تقطن حول السوق الشعبي ومدرسة الإمام مالك الذين ساهموا في تقديم الوجبات للعابرين.
وفي ذات الإتجاه قال مدير منظمة كلنا قيم محمد إبراهيم تاتو أن المنظمة بدأت فتح مطبخ كوستي لإطعام الوافدين بعد العيد مباشرة بعد وصول عدد من الوافدين ، بعد عودته من الخرطوم .
وأضاف بدأنا العمل بإطعام ٣٠٠ شخص ولكن بعد توسع رقعة الحرب زاد عدد الوافدين وأصبحنا نقدم الوجبة لأكثر من ٢١٧٠ شخص في ١٤ مركز إيواء. وأكد تاتو أن منظمة ظلت تقدم الدعم النفسي للأسر الفارين من الحرب بجانب الإطعام، بالإضافة لمبادارت أخرى مع اتحاد الحلاقين الذين قاموا بحلاقة الأطفال الوافدين. وقال إن المنظمة لديها شراكة من منظمات اخري داخل وخارج السودان، بالإضافة لشركات مع جهات داخلية منها اتحاد المخابز والجزارين وغيرهم .
وتقدم تاتو بالشكر لمجتمع مدينة كوستي الذي ساهم دعم المنظمة وقال إن المجتمع مضياف ويتقبل الأخرين. ورحب مدير منظمة كلنا قيم بجميع الوافدين للولاية .
ومن جهته قال عضو منظمة كلنا قيم عاطف الزبير حامد ل(نادو نيوز)أن المنظمة ظلت لفترة طويلة تقدم خدمات لمرضى السرطان وخاصة أطفال السرطان بالإضافة لإعالة الأيتام والأرامل وهي تتكون من أربعة مطابخ في مدني والخرطوم وام درمان وكوستي المطبخ الرابع .
أكد عاطف أن المنظمة بعد نشوب الحرب في الخرطوم، عملت ضمن غرفة طوارئ النيل الأبيض وإستقبلنا عدد من الفارين من الحرب وأصبحت مسؤولة عن تقديم وجبة الغداء لأكثر من ١٤ مركز إيواء.
ومن جانبه أفصح مشرف المطبخ المشرف الميداني بمنظمة كلنا قيم، الأمين محمد جبارة ل (نادو نيوز ) عن تقديم وجبة الغداء لأكثر من ٢١٧٠ شخص في ١٤ مركز إيواء يوميا ، وأضاف أن منظمة كلنا قيم تقدم (٣) أصناف من الطعام خلال وجبة الغداء ومن ضمنها وجبة للأطفال موضحاً أن التيم العامل في المنظمة وتقديم الوجبة من المتطوعين.
ومن ناحيته قال عضو منظمة كلنا قيم كامل مبارك ان المنظمة تتكون من محمد إبراهيم فضول مدير المنظمة ،محمد إبراهيم تاتو المدير الإداري للمنظمة وحاتم محمد جبارة المدير التنفيذي للمنظمة بكوستي، وأكد مبارك أن فكرة المنظمة جاءت من قروب في الواتساب للدفعة وبدأ العمل بتقديم الدعم لأطفال السرطان بالإضافة للمحتاجين وكانت المنظمة تقوم بإعداد طعام ” المناسبات كاالسمايات والكرامات وغيرها وتوزيعها علي المحتاجين .
ومن جهتها قالت عضو منظمة الصفا الخيرية ريل محمد ل(نادو نيوز ) إن فكرة منظمة الصفا إنطلقت من قروب لطالبات مدرسة الصفا وكن يقمن بتقديم الهدايا و الألعاب للأطفال في الأعياد والمناسبات وتطورت الفكرة إلى تقديم العصائر لطلاب الشهادة السودانية بالإضافة لتقديم سلة رمضان للأسر المتعففة ، وأضافت بعد إندلاع الحرب إتجهت المنظمة للعمل مع غرفة طوارئ النيل الأبيض لتقديم الخدمات للفارين من الحرب وهي تقوم بتقديم العصائر للأطفال بالإضافة للألعاب والدعم النفسي وذلك بمعاونة طبيبة تعمل ضمن المنظمة .وأضافت المنظمة تعتزم تقديم هدايا العيد لأطفال مراكز الإيواء وإقامة أيام ترفيهية وتقديم هديا عبرها لإجل مساعدة الأطفال .
فيما قال مسؤول السفر بغرفة طوارئ السوق الشعبي أمين يوسف السنجاوي أن الغرفة ساهمت في تسهيل مهمة السفر لعدد من الفارين من الحرب لدول الجوار والولايات وذلك بالتنسيق مع غرفة الباصات السفرية والحافلات والدفارات بالإضافة للمساهمة في إجلاء بعض الأسر العالقة بالخرطوم.
وخلال جولة (نادو نيوز ) في مراكز الإيواء إلتقت بعدد من الفارين من الحرب الذين أوردوا قصصا تحكى عن مرارات الحرب التي أجبرتهم على الفرار من منازلهم تاركين خلفهم شقى السنين وزكرياتهم ولحظاتهم الجميلة ،وقال المواطن حامد الطيب ل(نادو نيوز) إن الحرب اجبرتنا على الفرار “بطواقينا” لم نأخذ معنا أي شئ وتركنا خلفنا كل شئ ولكن بفضل الله والأخوة في غرفة طوارئ النيل الأبيض وأهل الخير نحن الآن نعيش داخل هذا السكن الذي وفره لنا الصندوق القومي لدعم الطلاب ونحن نعيش هنا أكثر من ٩١ شخص وتقدم لنا الوجبات ونتقدم بالشكر لكل المنظمات التي قدمت لنا ذلك الخدمات والشكر لأهل الخير ورجال الأعمال.