من القلب
بقلم : حمد الطاهر
الحرب التي إندلعت فى الخرطوم بين القوات المسلحة والدعم السريع ، كشفت الكثير من القضايا والنوايا التي كان يعتبرها البعض حسنة ، وأزاحت النقاب عن كثير من الأمور فكان في السابق يصنف الكثير من الناس بأن الشعب السوداني هو أفضل الشعوب من حيث الأمانة والكرم والشهامة والمروءة وإغاثة الملهوف ولكن كل هذه القيم سقطت في أول إختبار وهو (حرب ١٥ أبريل ) وكشفت القناع عن من كنا نصفهم بملائكة الرحمة ” الأطباء” عندما قادتنا الأقدار إلى مستشفي النساء والتوليد بكوستي وهذا المكان لايليق بأن يكون بداية حياة إنسان جاء إلي الدينا فى توه وأول مايفتح عينيه على العديد من المظاهر والمناظر التي لا تسر .
المستشفي يعاني الكثير من حيث البيئة المتردية وكذلك الخدمات .
رغم أنه مستشفي للحوادث لكن بطعم” الخاص” كل الخدمات على جيب المواطن المغلوب على أمره حيث لاتوجد بها أبسط أنواع الخدمات الإسعافية من شاش وقطن وإبر وفراشات وغيرها .
كما يعاني من تردي في البيئة من تكدس النفايات ومياه الصرف الصحي تغلق أبواب عنابر النساء بالإضافة لنقص في الأسرة بالعنابر وتجد مقابل كل سرير سيدتان مع قلة التهوية الطبيعية والصناعية وهذه معاناة على معاناة وهذا ما إضطر بعض المرافقين لإخراج ذويهم من العنابر إلى باحة المستشفي التي تعاني تكدس المرضي والمرافقين بالإضافة لجيوش البعوض التي وجدت ملاذ آمن داخل المستشفى.
ولكن المعاناة الأكبر هي في كيفية التعامل مع المرضى وذويهم قادتنا ظروف صحية تعرضت لها زوجتي إلى مستشفي النساء والتوليد كوستي وهي فى حالة نزيف حاد بالفعل دخلنا إلى المستشفي قسم الحوادث وقام الأطباء بالقسم باللازم وتم تحويلها إلى غرفة عملية صغيرة مستعجلة وقامت الطبيبة بوضع عدد من الأوراق على يدي ” كرتونة علاجات ، رسوم ملف ،رسوم عملية وغيرها ” وبموجب هذه الأوراق تحركت لسدادها وتم تحديد رسوم المعلية وكان لدي بعض المبلغ في الحساب(بنكك)ولكن لم أتمكن من إستخراجه لسوء شبكة الإتصالات وفى أثناء تفكري في ماذا أفعل جاء الزميل عمر كمال واقترح على مقابلة المدير العام للمستشفي بالفعل قابلناه وحكينا له بالتفصيل ولكن فاجأنا زميلنا ابوعبيدة عوض وهو داخل بالباب الرئيسي بأنه سمع المدير عند الباب يوصي المحاسب وحراس البوابة بعدم اخراج المريضة بالاسم إلا بعد دفع الرسوم فى موقف تنقصه الرحمة والإنسانية وفيخطوةإستباقية. في حين أنها لم تخرج بعد من العمليه .و
هذا الموفق أستفز الزميل ابوعبيدة وتحدث مع المحاسب وإستفسرعن هوية هذا الشخص الذي يوصي بعدم اخراج زميلته إلا بعد دفع الرسومدفع الرسوم قال له هذا المدير .الحمد لله لوقفة الزملاء معناتم سداد الرسوم ولكننا أعتبرناالخطوة إهانة للإنسان وكرامته.
وهذا الموقف يخالف تماما مواقف أبناء كوستي الخلص الدكتور عامر الفاضل رئيس شبكة العيادات المجانية للوافدين وصديقه الدكتور حيدر زاكي الدين الذين كانا مرابطين معنا بالمشفى حتى مغادرتنا ولم يتركونا في الوقت الذي يوصي به المدير المستشفي بعدم إخراج المريضة….أي إنسانية وأي رحمة يمكن أن يوصف بها موقف دكتورشوكت.
كما توجد حالة مشابهة لحالتنا مع هذا المشفى حسب رواية زميلنا الصحفي عبد العليم مخاوي وهي حالة زوجة زميله في سوق الملجة “الشيخ عمر” والتى لازالت” محبوسة” في المستشفى بعد أن أجرت لها عملية ولادة وذويها لا يملكون المبلغ الذي يعتبر “فلكياً” بالنسبة لأسرة نازحة،، وعلى الرغم من مرور أسبوع على العملية إلا انها لا زالت باقية في المستشفى إلى حين السداد.
وهناك عشرات الحالات المشابهة التي لم يتم الطرق لها.
رسالتنا لحكومة ولاية النيل الأبيض وعلى رأسها والي الولاية الأستاذ عمر الخليفة ليست شخصيه ولكنها تضامنا مع آلاف النساء والأسرة التي واجهت وقد تواجه نفس الموقف الغيرإنساني مع الأسر والعائلات وفى مقدمتها أسر الصحفيين والتى وفدت إلى ولايتكم هربا من ويلات الحرب في الخرطوم جاءت للاستجارة بكم فلا تثقلوا عليهم خاصة الصحفيين وأسرهم الآن يعانون أشد المعاناة من جشع أصحاب العقارات وشظف العيش حتي تحول بعضهم الي باعة متجولين والبعض الآخر عطالة لا يملكون قوتهم ، وهذا الوضع أضطر مجموعة منهم للبحث عن دار للايواء تأويهم وأسرهم وطرقوا كل الأبواب ولم يوفقوا فى ذلك.. فرفقا بهم .
كما نطالب الوالي بتفقد الصحفيين وأسرهم الذين نزحوا إلى الولاية لأنه أصبحت راعيهم( و كلكم راع وكلكم مسؤولا عن رعيته ).
سنواصل
Hamedeltaher@gmail.com