السودان يتفق مع دولة إريتريا لإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة

أعلن رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس عن اتفاق مع دولة إريتريا لإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة تُعنى بمتابعة وتنفيذ المشاريع الثنائية، إلى جانب تنسيق أمني وتعاون استخباراتي بين البلدين. الإعلان جاء عقب زيارة رسمية استمرت يومين إلى العاصمة الإريترية أسمرا، حيث ناقش إدريس مع القيادة الإريترية سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والأمنية، في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.
خلال تصريحاته التي أدلى بها في مدينة بورتسودان عقب عودته من أسمرا، كشف إدريس عن توافق بين الجانبين على إطلاق مجموعة من المشاريع الاستثمارية المشتركة، تشمل إنشاء مصائد بحرية كبرى في البحر الأحمر، ومصافٍ للذهب والنفط، بالإضافة إلى مشاريع في قطاع المعادن. هذه المبادرات تأتي في سياق توجه الحكومة السودانية نحو تنشيط الاقتصاد الوطني عبر شراكات إقليمية، مستفيدة من الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية المشتركة بين البلدين. إدريس أكد أن هذه المشاريع ستخضع لإشراف اللجنة الاقتصادية الجديدة لضمان التنفيذ الفعّال والمتابعة المستمرة.
وتعد زيارة إدريس إلى أسمرا الرابعة له خارج البلاد منذ توليه منصبه، وقد رافقه خلالها وفد رفيع المستوى ضم وزير الخارجية والتعاون الدولي محيي الدين سالم، ووزير الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر، إلى جانب عدد من المستشارين. الزيارة، التي وصفها إدريس بأنها “تاريخية ومثمرة”، شهدت لقاءات موسعة مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي وأعضاء حكومته، وفي مقدمتهم وزير الخارجية. إدريس أشار إلى أن المباحثات جرت في أجواء إيجابية، وشهدت توافقًا واضحًا على أهمية تعميق العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون.
وعبّر إدريس عن تقديره للدعم الذي قدمته إريتريا للسودان خلال المرحلة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مشيدًا باستضافة المواطنين السودانيين في الأراضي الإريترية وما حظوا به من احترام ورعاية. وأضاف أن السودان يثمّن هذا الموقف الإنساني والسياسي، ويعتبره امتدادًا للعلاقات التاريخية بين الشعبين. كما أكد إدريس أن الجانبين اتفقا على ضرورة استمرار التنسيق في المحافل الإقليمية والدولية، بما في ذلك دعم عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي، في إطار تعزيز موقعه الإقليمي والدولي.






