الكاتب الصحفي أشرف محمد السيد ينضم إلى صفحات@ نادو نيوز في إنسانية وطن
نقاط الحروف
أشرف محمد السيد – جدة
منذ أن بدأ الزلزال القوي يهز القلوب ويملؤها رعباً وخوفاً قبل أن يهز المباني ويساوي بها الأرض، منذ تلك اللحظات والعالم جميعه يتابع ويترقب وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد من أخبار الموت الذي إغتال الناس من تحتهم ومن فوق رؤوسهم، يتابعون بأسى اخبار الضحايا الذين ادمت قصصهم القلوب، ودلقت على جوانب الروح اطنان من الوجع تجاوز كمية الانقاض التي انهارت عليهم.
الجميع دمعت عيونهم وهم يشاهدون الفظائع والمصائب مخلوطة بالصراخ والأنين تصدُر من كل فج وزاوية، وكأن العالم اجمع قد احاله هذا الزلزال إلى بقعة داخل قلوبنا وليس على نطاق جغرافي محدود.
ولأننا جزء أصيل من هذا العالم فكان لزاماً علينا مشاركة الشعب التركي والسوري في مصابه الجلل ومحنته العظيمة باسم الإنسانية والعروبة والإسلام.
اشاد كثير من الإعلاميين بما قدمته قوات الشعب المسلحة ومنظومة الصناعات الدفاعية لاخوتنا منكوبي الزلزال من فرق بحث وانقاذ وبعض المساعدات العينية، وهذه وقفة انسانية لابد من الإشادة بها، وكالعادة وجدت الكثير ممن يرتدي نظارات التشاؤم قاتمة السواد فاخذوا يكيلوا من السخرية والنقد والسباب ما ان مفاتحه لتنؤ بالعصبة أولى القوة من أصحاب العزيمة.
وتتاسى هؤلاء القوم أن هنالك فرق كبير بين الوطن والحكومة، وبون شاسع بين الجيش والقوات الانقلابية، فلابد من التزام الحياد، ويكفي ما اصاب الوطن من تمزق وتشرذم وشتات، ولننأ بكرامته وعزته عن أن يصيبه بعض من هذا التراشق الدامي، ولنرفع طرف ثوبه عن هذه المياه الآسنة.
ما يتم باسم الوطن يجب النظر اليه بعين الرضا، من المجحف جداً أن نضع ذلك في ميزان مختل ونرميه بالمنكرات تشفياً فيمن يجلس على كرسي الحكم فيه، الوطن لا يعني لهم سوى كرسي تُنصب من حوله جُدر حماية على شفا جُرف هار سينهار على رؤوسهم ، او تًصدر من ورائه قرارات هشة لاتُسمن الوطن ولا تُغني المواطن، بل تعود علينا بالوبال والخسران المبين.
والوطن يعني لنا أرض كرامة، وعزة شعب، وسماء شموخ.
فلتدم انت ايها الوطن.
a_elsayid@yahoo.com