السودان نموزجا :منظمة الصحة تطلق نداء طوارئ لمعالجة الأزمات الصحية في مناطق الصراع
نادو نيوز: نفيسة وادي

أفرزت الصراع والحروب في السودان واقع مليء بالتحديات من وصراعات، ونزوح، وتفشي الأمراض ،وهذه التحديات مسؤولة عن تأجيج الأزمات الصحية الأعمق والأطول أمدا وتعريض الفئات الأكثر ضعفا في العالم لخطر أكبر بجانب بروز تحديات جديدة وهي المجاعة والكوارث الطبيعية و البيئية كالفيضانات والسيول والأمطار وتفشي حالة مرض الكوليرا في بعض ولايات السودان نتيجة للتردي البيئي وهذا الوضع ليست في السودان وحده بل ينطبق على كل الدول التي تشهد صراعات مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
أزمة صحية
وخلفت الصراعات وتغير المناخ والأوبئة والنزوح أزمة صحية عالمية غير مسبوقة، حيث سيحتاج 305 ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة في عام 2025. واستجابة لذلك، دعت منظمة الصحة العالمية إلى توفير 1.5 مليار دولار أمريكي لنداء الطوارئ الصحية لعام 2025 ، لدعم التدخلات الصحية المنقذة للحياة في جميع أنحاء العالم.
نداءات عاجلة
نتيجة للحالات الطارئة أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، نداء حدد الأولويات والموارد الحاسمة اللازمة لمعالجة 42 حالة طوارئ صحية مستمرة، بما في ذلك 17 أزمة من الدرجة الثالثة – وهي أشد حالات الطوارئ خطورة والتي تتطلب أعلى مستوى من الاستجابة. ومع إجهاد الأنظمة الصحية إلى أقصى حدودها وتضاؤل الموارد المالية العالمية، هناك حاجة إلى 1.5 مليار دولار أمريكي لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون أصعب المواقف.
أزمات متفاقمة
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “لم تعد الصراعات والأوبئة والكوارث المرتبطة بالمناخ وغيرها من حالات الطوارئ الصحية معزولة أو عرضية – بل أصبحت مستمرة ومتداخلة ومتفاقمة”. “من السيطرة على تفشي الكوليرا إلى تقديم الدعم للصحة العقلية في مناطق الصراع، يمتد عمل منظمة الصحة العالمية إلى ما هو أبعد من الرعاية الفورية التي نقدمها. نحن نعمل على تمكين المجتمعات من حماية نفسها وإعطاء الأولوية للمساواة وبناء إرث من الاستعداد. هذا النداء يهدف إلى تمكين منظمة الصحة العالمية من إنقاذ الأرواح وحماية الحق في الصحة وتوفير الأمل حيث لا يوجد أمل”.
استجابة منسقة
وتلتزم منظمة الصحة العالمية بتقديم المساعدات الصحية الطارئة، بما في ذلك في مناطق الصراع مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والأراضي الفلسطينية المحتلة والسودان. وتتماشى استجابة منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ مع الجهود الإنسانية الأوسع نطاقاً وتعطي الأولوية لتوفير الرعاية الأساسية والإمدادات الطبية؛ وعلاج سوء التغذية ودعم صحة الأم والطفل؛ وإجراء حملات التطعيم لمنع تفشي الأمراض؛ وتقديم الدعم في مجال الصحة العقلية للسكان المتضررين من الصدمات.
تحديات رئيسية
ويسلط النداء الضوء على أربعة تحديات رئيسية تواجه العالم حاليا: تغير المناخ، والصراعات، والنزوح، وتفشي الأمراض. وهذه التحديات مسؤولة عن تأجيج الأزمات الصحية الأعمق والأطول أمدا وتعريض الفئات الأكثر ضعفا في العالم لخطر أكبر.
ويتضمن النداء مزيدًا من التفاصيل حول الأولويات والاحتياجات المالية لكل حالة طوارئ من الدرجة الثالثة التي تستجيب لها منظمة الصحة العالمية.
وبفضل دعم الجهات المانحة والشركاء، تهدف منظمة الصحة العالمية إلى الوفاء بدورها الفريد في حالات الطوارئ الصحية، مع الحفاظ على مبادئ القانون الإنساني الدولي، وضمان عدم ترك أي شخص متخلفًا عن الركب حتى في أكثر الظروف تحديًا.
دعوة إلى العمل
إن هذا النداء لا يتعلق بالتمويل فحسب، بل هو دعوة إلى العمل. ومع تزايد وتيرة الأزمات وشدتها، تستمر الفجوة بين الاحتياجات العالمية والموارد المتاحة في الاتساع. إن دعم نداء الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية يشكل استثمارًا حيويًا في التضامن العالمي والمساواة في مجال الصحة.