
نزحت مئات الأسر من منطقتي “قولو وشقرة” غرب مدينة الفاشر بعد أن قامت قوات الدعم السريع بتطويق المدينة من الجهة الغربية، مما أدى إلى حالة من الذعر والقلق بين السكان الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان.
وتعاني الأسر من ظروف قاسية، حيث تفتقر إلى المأوى والغذاء والدواء، مما جعلها تعيش في العراء تحت الأشجار.
وأفاد شهود عيان بأن دخول قوات الدعم السريع إلى منطقتي “قولو وشقرة” قد أسفر عن نزوح عدد كبير من السكان إلى مناطق “سلومة وأم قديبو”، حيث يسعون للعثور على ملاذ آمن. وقد أشار الفارون من تلك المناطق إلى أن الهجمات المتكررة التي تشنها القوات في الأيام الأخيرة كانت السبب الرئيسي وراء هذا النزوح الجماعي، مما زاد من معاناة الأسر التي فقدت كل شيء.
وفي حديثها لـ”دارفور24″، قالت “أم زينة علي”، وهي ربة أسرة، إنها هربت مع أبنائها من قرية حلة أبو بكر، والآن يعيشون في العراء بوادي شقرة تحت الأشجار منذ خمسة أيام، دون مأوى أو غذاء. تعكس هذه الشهادات المأساة الإنسانية التي تعيشها الأسر النازحة، حيث تزداد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة لتخفيف معاناتهم.
أفادت أن قوات الدعم السريع قامت بمنع أصحاب الطواحين في منطقة شقرة من ممارسة أعمالهم، مما أدى إلى اعتماد الأسر على تناول “اللوبيا الخضراء والعدسية” كبديل غذائي. هذا الوضع يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الأسر في تأمين احتياجاتها الأساسية، حيث تزداد معاناة السكان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة.
من جانبه، أشار أبكر آدم موسى، نازح من قرية “أبودبيسة”، إلى أن قوات الدعم السريع قامت بنهب المحاصيل الزراعية والممتلكات المنزلية، بما في ذلك الأغطية، مما زاد من معاناة الفارين الذين يواجهون الجوع والبرد. وأكد أن النازحين يعانون من نقص حاد في المأوى، حيث لا توجد خيام كافية لحمايتهم من الظروف المناخية القاسية.
في سياق متصل، كشفت عضوة في غرفة طوارئ شقرة، التي فضلت عدم ذكر اسمها، عن تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مروع بين النازحين في وادي شقرة ومنطقة سلومة وأم “جمينا”، حيث تستضيف هذه المناطق المئات من الأسر التي نزحت من مخيم زمزم بسبب القصف المدفعي. وأكدت أن انعدام الأمن وسوء الأوضاع الإنسانية دفع بعض الأسر للعودة إلى مخيم زمزم، رغم المخاطر، في حين أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 3960 أسرة من القرى الغربية بالفاشر نتيجة الهجمات الأخيرة.