نقابة الصحفيين تستنكر الحملة التحريضية ضد الصحفية مها التلب

إستنكرت نقابة الصحفيين السودانيين،ماوصفته بحملة التحريض الممنهج ضد الصحفيين والصحفيات، واخرها الإستهداف الممنهج ضد مراسلة قناة الشرق في السودان الصحفية مها التلب .
وقالت النقابة في بيان تنشر ” نادو نيوز ” نصه كامل أن الحملة التحريضية ضد الزميلة مها التلب لم تكن إستثناءا، بل سبقتها موجات تحريضية إستهدفت الصحفيات لينا يعقوب، زمزم خاطر وسارة تاج السر ، والصحفي معمر إبراهيم.
النص الكامل للبيان
بيان للرأي العام
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، تتصاعد حملة تحريض خطيرة تستهدف الصحفيين والصحفيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، كان آخرها ما يمكن وصفه بأنه حملة واستهداف ممنهج ضد الصحفية مها التلب. وتكمن خطورة الحملة الكريهة ضد الزميلة مها التلب في أنها تأتي ضمن بيئة محتقنة يغذيها الاستقطاب الحاد وتصاعد خطاب الكراهية، مما يشكل خطرا مباشرا على سلامتها، ويفتح الباب أمام أعمال انتقامية تهدد حياتها.
وما يبعث على القلق أيضا أن الحملة التحريضية ضد الزميلة مها التلب لم تكن استثناءا، بل سبقتها موجات تحريضية استهدفت الصحفيات لينا يعقوب، زمزم خاطر وسارة تاج السر ، والصحفي معمر إبراهيم، مما يؤكد أن تلك المحاولات المتكررة تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة وترهيب العاملين في الحقل الإعلامي.
وإذ تدين النقابة بأشد العبارات هذه الممارسات المشينة، فإنها تعرب عن أسفها العميق لصدورها عن أفراد يُفترض فيهم احترام أخلاقيات المهنة وقيمها. وهنا، لا يسعنا إلا التذكير مجددا بأن الصحفيين السودانيين أثبتوا قدرا كبيرا من الشجاعة والتفاني في أداء رسالتهم، رغم المخاطر الجمّة، في وقت غابت فيه الكثير من المؤسسات الإعلامية المنوط بها تقديم معلومات دقيقة وموضوعية لجماهير شعبنا في الداخل والخارج.
وفي هذا السياق، تُثمن النقابة عاليا روح التضامن ورسائل الدعم والمناصرة التي أبداها العديد من الصحفيات والصحفيين في الدفاع عن زملائهم ورفضهم لمحاولات التحريض والترهيب. إن هذا التضامن المهني، الذي يدعو للفخر والاعتزاز، يؤكد أن الصحافة الحرة لا يمكن إسكاتها، وأن صوت الحقيقة سيظل حاضرا رغم التهديدات والمخاطر. وتدعو النقابة جميع العاملين في المجال الإعلامي إلى مواصلة هذا النهج، لأن قوة الصحافة تكمن في تماسك أفرادها ودفاعهم عن قيم المهنة.
وإزاء هذا الوضع الخطير، تطالب النقابة المؤسسات المدافعة عن حرية الصحافة والتعبير، والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها لجنة حماية الصحفيين، باتخاذ إجراءات فورية لضمان أمن وسلامة الصحفيين السودانيين. كما تدعو إلى وقف حملات التحريض الممنهجة ضدهم، باعتبارها انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية التي تكفل حماية الصحفيين في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة.

وتحمّل النقابة السلطات السودانية المسؤولية الكاملة عن أي تهديدات أو انتهاكات يتعرض لها الصحفيون والصحفيات نتيجة لهذا التحريض.
وقد وثّقت النقابة خلال العام الماضي 110 انتهاكات ضد الصحفيين، فيما بلغ إجمالي الانتهاكات المسجلة منذ اندلاع النزاع في السودان 509 حالات، من بينها 28 حالة تهديد، 11 منها استهدفت صحفيات، ليصل العدد الإجمالي لحالات التهديد الموثقة إلى 71 حالة، من بينها 27 حالة موجهة لصحفيات.
إن نقابة الصحفيين السودانيين، إذ تؤكد التزامها الثابت بالدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحفيين، تشدد على ضرورة وضع حد لهذه الحملات التحريضية، التي لا تهدد سلامة الصحفيين فحسب، بل تقوض الحق في الحصول على المعلومات، وتكرّس مناخ الإفلات من العقاب. وإننا، إذ نحذر من خطورة استمرار هذه الانتهاكات، نؤكد أن النقابة لن تألو جهدا في استخدام كل الوسائل المشروعة للدفاع عن أعضائها.